14 - مسألة في الأذن من الله سبحانه وجوابها
  ويقال لهم: إذا قلتم: إن العبد يفعل مالايقدر ان يفعله، فهذا فاسد من الكلام في كل عقل سليم، وإنما أولى بالحق والصواب من قال: إن العبد الكافر يجوز منه فعل الإيمان وأثبت له القدرة على مايجوز منه فعله، ومن قال: إن الكافر يجوز منه فعل الإيمان ونفى عنه القدرة عليه نفى ماجوز منه.
  ويقال لهم: ألستم تزعمون أن الله قادر على أن يقوي الكافر الذي قد علم أنه لايؤمن على الإيمان؟!
  فمن قولهم: بلى.
  فيقال لهم فقد أسقطتم عنا شغبكم، فلعل الله قد فعل ذلك وأنتم لاتعلمون ولايكون تقويته له خروجا عن علمه.
  ويقال لهم: ماتقولون في الكافر الذي قد علم الله أنه لايؤمن هل يجوز أن يهديه الله ويوفقه للإيمان؟! وهل يقدر الله على ذلك؟!
  فإذا قالوا: بلى يجوز ذلك، فقد أجازوا له الخروج من علم الله بأعظم مما حاولوا أن يشنعوا به على غيرهم.
  ويقال لهم: ألستم تزعمون أن الله قادر على فعل أشياء قد علم الله أنه لايفعلها؟!
  فإذا قالوا: بلى.
  قيل لهم: فقد صرحتم بأن الله سبحانه قادر على الخروج من علم نفسه، ولزمكم ما أردتم إلزامه أهل الحق، والله مشكور وبما هو أهله مذكور.
١٤ - مسألة في الأذن من الله سبحانه وجوابها
  قالت المجبرة: إذا اخبر الله بأن السحرة في سحرهم ماهم بضارين به من أحد إلا بإذن الله، فإذا كان سبحانه أذن للسحرة في سحرهم فالأمر على مايقوله وندين به.