البساط،

الناصر الحسن بن علي الأطروش (المتوفى: 304 هـ)

16 - مسألة للمجبرة في الخير والشر وجوابها

صفحة 161 - الجزء 1

  عقوبة على صغائر ذنوب المؤمنين، قال الله جل ذكره: {وَما أَصابَكُم مِن مُصيبَةٍ فَبِما كَسَبَت أَيديكُم وَيَعفو عَن كَثيرٍ}⁣[الشورى: ٣٠] فهذه المصائب تكون في الدنيا تمحيصا للمؤمنين، ومحقا للكافرين وقال تقدس ذكره: {وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذينَ آمَنوا وَيَمحَقَ الكافِرينَ}⁣[آل عمران: ١٤١] وقد سمى هذه السيئات في كتابه شرا فقال: {إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزوعًا ٢٠ وَإِذا مَسَّهُ الخَيرُ مَنوعًا ٢١}⁣[المعارج: ٢٠ - ٢١] وقال: {وَنَبلوكُم بِالشَّرِّ وَالخَيرِ فِتنَةً}⁣[الأنبياء: ٣٥] وقال سبحانه: {وَبَلَوناهُم بِالحَسَناتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُم يَرجِعونَ}⁣[الأعراف: ١٦٨] فكان أهل النفاق والشك إذا أصابهم مع رسول الله ÷ حسنة وخير ونصر وغنيمة وخصب ويسر قالوا: هذا من عندالله، وإذا أصابهم سيئة ومصيبة وجراح وشدة وقحط وما أشبه ذلك قالوا: هذه من عند محمد وبشؤمه، وتطيروا به كما فعل فرعون بموسى #، فأنزل الله جل ذكره فيهم: {فَإِذا جاءَتهُمُ الحَسَنَةُ قالوا لَنا هذِهِ وَإِن تُصِبهُم سَيِّئَةٌ يَطَّيَّروا بِموسى وَمَن مَعَهُ أَلا إِنَّما طائِرُهُم عِندَ اللَّهِ وَلكِنَّ أَكثَرَهُم لا يَعلَمونَ}⁣[الأعراف: ١٣١] فقال الله جل ذكره لمن تطير بمحمد ÷: {قُل كُلٌّ مِن عِندِ اللَّهِ فَمالِ هؤُلاءِ القَومِ لا يَكادونَ يَفقَهونَ حَديثًا}⁣[النساء: ٧٨] ولعمري إن المجبرة لم تفقه عن الله حديثه.

  وحسنات أخر، وسيئات من خير وشر وهي اعمال العباد التي لم يفعلها الله ولايجوز أن يقولوا لمحمد ÷ ماعملنا من المعاصي فمن عندك والتي بين الله جل ذكره حالها، وفرق بينها وبين الحسنات والسيئات التي ذكرتها