البساط،

الناصر الحسن بن علي الأطروش (المتوفى: 304 هـ)

[أقسام الإيمان]

صفحة 64 - الجزء 1

  مسخط له، ولا محسنا عند الله غير محسن عنده، مستوجبا للجنة وغير مستوجب لها ومستوجبا للنار وغير مستوجب لها في حال واحدة.

  وقد يجوز أن يقال لهؤلاء جميعا: إنهم متقون ومحسنون ومقرون ومؤمنون فيما كان منهم من تقوى وإقرار وإحسان، تقوى وإقرارا وإحسانا لا ينفعهم، مع ما قارنه من كبائر معاصيهم لله المحبطة كل عمل صالح إذا أصر عليها فاعلها ولو لم يكن في هذا إلا شهادة الله بنص كتابه أن المؤمن لا يستوي هو والفاسق لكفى وأغنى، وذلك قوله جل ذكره: {أَفَمَن كانَ مُؤمِنًا كَمَن كانَ فاسِقًا لا يَستَوونَ}⁣[السجدة: ١٨] وقوله: {وَما يُؤمِنُ أَكثَرُهُم بِاللَّهِ إِلّا وَهُم مُشرِكونَ}⁣[يوسف: ١٠٦] ونحن نفسر معنى الآية في باب الشرك إن شاء الله.

  وقوله تعالى: {الزّانِيَةُ وَالزّاني فَاجلِدوا كُلَّ واحِدٍ مِنهُما مِائَةَ جَلدَةٍ وَلا تَأخُذكُم بِهِما رَأفَةٌ في دينِ اللَّهِ إِن كُنتُم تُؤمِنونَ بِاللَّهِ وَاليَومِ الآخِرِ وَليَشهَد عَذابَهُما طائِفَةٌ مِنَ المُؤمِنينَ}⁣[النور: ٢] وقد مدح جل ذكره نبيه ÷ بأنه {بِالمُؤمِنينَ رَءوفٌ رَحيمٌ}⁣[التوبة: ١٢٨] فلو كانوا مؤمنين حقا لم ينه أن تأخذ المؤمنين بهم رأفة في دين الله.

  وفي هذا القدر بيان لمن نصح نفسه ولم يغرها ويوطئها عشوة ويغر المستضعفين ويسهل لنفسه ولهم طريق معاصي الله إن شاء الله.

  (قال الإمام الناصر للحق #) وأنا ذاكر في تصديق ما قلت به في الإيمان شيئا من الحديث الصحيح يسيرا مما يحضر ويذكر وبالله أستعين وإياه أعبد وأحمد وصلى الله على النبي محمد وآله أجمعين وسلم: