[معرفة الله]
  ولا صمده من أشار إليه، إذ كل معروف بنفسه مصنوع، وكل قائم في غيره معلول فبصنع الله وآياته يستدل عليه، فيقال: إنه هو الأحد لا أن له ثانيا في الحساب والعدد، وبالعقول السليمة يعرف ويعتقد أنه بارئ الأشياء وإليه تأله العقول وتصمد، قال الله جل ذكره: {يَعلَمُ ما بَينَ أَيديهِم وَما خَلفَهُم وَلا يُحيطونَ بِهِ عِلمًا}[طه: ١١٠] وبعجز كل شيء عن فعل مثله، استيقن أهل العلم أن فاعلها ليس مثلها فقد جهل الله من استوصفه، وقد جعل له نهاية من شبهه، ومن قال: كيف فقد مثله، ومن قال: لم فقد أعلَّه، ومن قال: متى؟ فقد وَقَّته، ومن قال: فيم؟ فقد ضَمَّنَه، ومن قال: حتام؟ فقد جعل له غاية، ومن جعل له غاية فقد جَزَّأَهُ، ومن جزأه فقد جهله وأشرك به، وألحد في أسمائه، فهو سبحانه أحد لا من طريق العدد مُتَجَلٍّ لخلقه لا باستهلال رؤية، ظاهر لا بمشاهدة، مباين لا بمزايلة، قريب لا بمداناة لطيف لا بتجسم، موجود لا بعد عدم، فاعل لا بدواع للفعل، مقدر لا بجول حركة، مريد لا باضطراب، مدبر لا بضميرفكر، سميع بصير لا بأداة، لم يكن له صاحبة ولا ولد، ولا كان له كفؤا أحد، كما وصف نفسه ﷻ {بَديعُ السَّماواتِ وَالأَرضِ أَنّى يَكونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَم تَكُن لَهُ صاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيءٍ عَليمٌ ١٠١ ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُم لا إِلهَ إِلّا هُوَ خالِقُ كُلِّ شَيءٍ فَاعبُدوهُ وَهُوَ