[معرفة الله]
  عَلى كُلِّ شَيءٍ وَكيلٌ ١٠٢ لا تُدرِكُهُ الأَبصارُ وَهُوَ يُدرِكُ الأَبصارَ وَهُوَ اللَّطيفُ الخَبيرُ ١٠٣}[الأنعام: ١٠١ - ١٠٣] باختراعه الجواهر علم أن لا جوهر له، وبمضادته بين الأشياء علم أن لا ضد له وبمقارنته بين المقترنات علم أن لا قرين له، وفي مثل ذلك يقول تقدس ذكره: {وَمِن كُلِّ شَيءٍ خَلَقنا زَوجَينِ لَعَلَّكُم تَذَكَّرونَ}[الذاريات: ٤٩] ليس له شريك فيما فعل، يمتاز فعله من فعله ويعرف جعله من جعله قال سبحانه: {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَما كانَ مَعَهُ مِن إِلهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلهٍ بِما خَلَقَ وَلَعَلا بَعضُهُم عَلى بَعضٍ سُبحانَ اللَّهِ عَمّا يَصِفونَ ٩١ عالِمِ الغَيبِ وَالشَّهادَةِ فَتَعالى عَمّا يُشرِكونَ ٩٢}[المؤمنون: ٩١ - ٩٢] وقال ø: {قُل لَو كانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَما يَقولونَ إِذًا لَابتَغَوا إِلى ذِي العَرشِ سَبيلًا ٤٢ سُبحانَهُ وَتَعالى عَمّا يَقولونَ عُلُوًّا كَبيرًا ٤٣}[الإسراء: ٤٢ - ٤٣] فمن اتخذ إلها غيره من المشركين كان لهم في آلهتهم العجز والذلة لابستين، وكانوا من مهانة من عبدوه غير الله تعالى على يقين، وجميع صفاته لنفسه بما وصف، فدلالة على أنه عالم مدرك لكل شيء عند من فهم عنه وعرف قال سبحانه زيادة في البيان وقطعا لحجج ذوي الضلال والطغيان: {أَمِ اتَّخَذوا آلِهَةً مِنَ الأَرضِ هُم يُنشِرونَ ٢١ لَو كانَ فيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا فَسُبحانَ اللَّهِ رَبِّ العَرشِ عَمّا يَصِفونَ ٢٢ لا يُسأَلُ عَمّا يَفعَلُ وَهُم يُسأَلونَ ٢٣}[الأنبياء: ٢١ - ٢٣] فتبارك الله أحسن الخالقين المنعم الموفق للدين، والواهب المعرفة به وحسن اليقين، والحمد لله رب العالمين.
  وصلى الله على محمد وآله أجمعين وسلم.