[معنى النفاق لغة]
  ويؤكد البيان في ذلك - والله مشكور - قوله تعالى واصفا خطبة الشيطان يوم القيامة {وَقالَ الشَّيطانُ لَمّا قُضِيَ الأَمرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُم وَعدَ الحَقِّ وَوَعَدتُكُم فَأَخلَفتُكُم} إلى قوله: {إِنَّ الظّالِمينَ لَهُم عَذابٌ أَليمٌ}[إبراهيم: ٢٢].
  فتفهم أيها المرجي المتبع هواه هذا البيان من الله الرحمن هل تجد هذا الشرك غير طاعة الشيطان، مع طاعة الله ذي النعمة والفضل والإمتنان التي كفر بها وتبرأ منها إلى الإنسان، أوهل تجدها شركا بعبادة نددة أوأوثان، أوظُلمة أونيران، وإن كان ركوب ذلك مع ركوب جميع الكبائر داخلا في طاعة ابليس المغري الفتان.
  وهذا بعض ماحضرنا ذكره من الحديث الموافق لكتاب الله ø فيما وضعناه من الشرك، وبالله نعتصم وإياه نعبد ونستعين.
  قال [الناصر] الحسن #: حدثنا بشر بن عبدالوهاب، قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا سفيان الثوري عن رجل عن الحسن في قوله: {وَما كانَ لِيَ عَلَيكُم مِن سُلطانٍ إِلّا أَن دَعَوتُكُم فَاستَجَبتُم لي فَلا تَلوموني وَلوموا أَنفُسَكُم}[إبراهيم: ٢٢]: إذا كان يوم القيامة قام ابليس خطيبا على منبر من نار فقال: {إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُم وَعدَ الحَقِّ وَوَعَدتُكُم فَأَخلَفتُكُم وَما كانَ لِيَ عَلَيكُم مِن سُلطانٍ إِلّا أَن دَعَوتُكُم فَاستَجَبتُم لي فَلا تَلوموني وَلوموا أَنفُسَكُم}[إبراهيم: ٢٢] قال سفيان: معنى {ما أَنا بِمُصرِخِكُم}[إبراهيم: ٢٢] أي بناصركم {وَما أَنتُم بِمُصرِخِيَّ}[إبراهيم: ٢٢] أي: بناصري {إِنّي كَفَرتُ بِما أَشرَكتُمونِ مِن قَبلُ}[إبراهيم: ٢٢] أي: بطاعتكم إياي في الدنيا. [أخبرنا] محمد بن منصور