البساط،

الناصر الحسن بن علي الأطروش (المتوفى: 304 هـ)

[معنى النفاق لغة]

صفحة 120 - الجزء 1

  وأحب أن يقال فِيَّ خير؟ فنزلت {فَمَن كانَ يَرجو لِقاءَ رَبِّهِ فَليَعمَل عَمَلًا صالِحًا وَلا يُشرِك بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}⁣[الكهف: ١١٠].

  وقال تبارك ذكره في القصص: {وَيَومَ يُناديهِم فَيَقولُ أَينَ شُرَكائِيَ الَّذينَ كُنتُم تَزعُمونَ ٦٢ قالَ الَّذينَ حَقَّ عَلَيهِمُ القَولُ} إلى قوله: {ما كانوا إِيّانا يَعبُدونَ}⁣[القصص: ٦٢ - ٦٣]، معناه ماكانوا إيانا يطيعون.

  وقال جل ذكره: {قُل إِنَّما أَدعو رَبّي وَلا أُشرِكُ بِهِ أَحَدًا}⁣[الجن: ٢٠] فقال سبحانه مافيه كفاية وبيان {وَما يُؤمِنُ أَكثَرُهُم بِاللَّهِ إِلّا وَهُم مُشرِكونَ}⁣[يوسف: ١٠٦] يقول ومايؤمن أكثرهم بالله أنه ربه إلا وهو مشرك به في طاعة شياطين الإنس والجن.

  وقال ø في الممتحنة: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا جاءَكَ المُؤمِناتُ يُبايِعنَكَ عَلى أَن لا يُشرِكنَ بِاللَّهِ شَيئًا} إلى قوله: {وَلا يَعصينَكَ في مَعروفٍ}⁣[الممتحنة: ١٢] والمؤمنات إنما يكون اشراكهن بطاعتهن مع الله إما انسانا، وإما شيطانا، وهذا فبين والحمد لله وأبين من ذلك وأوضح وكله بَيِّنٌ واضح والحمد لله. قوله جل ذكره: {إِنَّهُ لَيسَ لَهُ سُلطانٌ عَلَى الَّذينَ آمَنوا وَعَلى رَبِّهِم يَتَوَكَّلونَ ٩٩ إِنَّما سُلطانُهُ عَلَى الَّذينَ يَتَوَلَّونَهُ وَالَّذينَ هُم بِهِ مُشرِكونَ ١٠٠}⁣[النحل: ٩٩ - ١٠٠] معنى ذلك: أشركوا بالطاعة للشيطان الطاعة لله.