البساط،

الناصر الحسن بن علي الأطروش (المتوفى: 304 هـ)

[معاني الهدى]

صفحة 131 - الجزء 1

  ومن الدليل من كتاب الله تعالى على هذه الهداية وهذا الإهتداء المخصوص بهما العباد قول الله تعالى: {وَالَّذينَ اهتَدَوا زادَهُم هُدًى}⁣[محمد: ١٧] معنى ذلك: الذين فعلوا مادلهم عليه وأمرهم به، زادهم الله عليه هداية، وآتاهم ثواب طاعتهم له.

  وقوله سبحانه: {مَنِ اهتَدى فَإِنَّما يَهتَدي لِنَفسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيها وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزرَ أُخرى وَما كُنّا مُعَذِّبينَ حَتّى نَبعَثَ رَسولًا}⁣[الإسراء: ١٥].

  وقوله في الزمر: {إِنّا أَنزَلنا عَلَيكَ الكِتابَ لِلنّاسِ بِالحَقِّ فَمَنِ اهتَدى فَلِنَفسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيها وَما أَنتَ عَلَيهِم بِوَكيلٍ}⁣[الزمر: ٤١].

  وقوله: {الَّذينَ آمَنوا وَلَم يَلبِسوا إيمانَهُم بِظُلمٍ أُولئِكَ لَهُمُ الأَمنُ وَهُم مُهتَدونَ}⁣[الأنعام: ٨٢] في أشباه لذلك فلو لم يفسر القرآن أهل النقص والجهل به، على مبلغ عقولهم ولم يحملوا تأويله على لكنتهم، وردوا علمه إلى تراجمته من أهل بيت نبيئهم عليه وعليهم السلام كما أمر الله بقوله: {وَلَو رَدّوهُ إِلَى الرَّسولِ وَإِلى أُولِي الأَمرِ مِنهُم لَعَلِمَهُ الَّذينَ يَستَنبِطونَهُ مِنهُم} إلى قوله: {لَاتَّبَعتُمُ الشَّيطانَ إِلّا قَليلًا}⁣[النساء: ٨٣] لسلموا من الضلال، وسلم منهم من اتبعهم من المستضعفين الجهال، ولم ينسبوا الله إلى الجور والمحال، ولم يجعلوا له ماكره وذم من سيئ الأفعال، والحمد لله على جميع هدايته وحسن ولايته، وصلى الله على محمد وذريته وسلم تسليما كثيرا.