معنى علم الله بكل شيء
  الوجود والسمع والبصر، والإدراك للمطعومات، والمشمومات والملموسات، والقدرة، والإرادة، والحكمة، والحياة، كلها أزلية.
  وليس المراد أن له آلات، أو أن ذاته آلة، ولا أنه يحصل له إدراك لأنه يلزم أنه غير مدرك قبلُ، بل المراد: أن لا تخفى عليه المدركات المسموعات، والمبصرات، والمطعومات، والمشمومات، والملموسات وأنه حي دائم لا يعجزه شيء.
  وهذا معنى قول أئمتنا $: صفاته ذاته.
  فإذا كانت أزلية لا تتخلف عنه فهو مدرك للمسموعات والمبصرات، والمطعومات، والمشمومات، والملموسات في الأزل وهي معدومة، ولا يمكن أن تكون حقيقة وهي معدومة، وهذا فيما يدرك بالحواس الخمس، فلم يبقَ إلا أن تكون بمعنى عالمٌ، فلزم أنها مجازية وكذا سائر الصفات الذاتية، إلَّا عالم، وقادر، ولكن بغير آلةلأنه لا يلزم معه أن تكون المعلومات والمقدورات موجودة وأما سميع ونحوه فلا بد أن تكون كل المسموعات موجودة، وإلا فهو مجاز، وكذا سآئرها.