خاتمة
  واحداً، ما يدل على الصانع ولا يحتاج إلى غيرها، دع عنك ما نشاهده من خلق الحيوانات، والأشجار والأثمار المتنوعة والأمطار، فالنظر في مثل هذه مما يحصل للإنسان به علماً ويقيناً بأدنى نظر، بل نضطر معها إلى القول بالصانع.
  والذي ننصحكم به أن المسلمين قد آمنوا بالله رباً، وبمحمد نبيئا وأنه لا ينطق عن الهوى، وأن ما جاء به فهو من الله، وقد أخبرنا أن أهل البيت مع الحق، ومع القرآن، وكسفينة نوح، فانظروا فيما أجمع عليه الأولون، فإن عرفتم أدلتهم، وعلمتم بها أصبتم، وإلا فاعلموا أنكم المخطئون، وأنهم هم المصيبون بنص النبيء ÷، ولم يدُّلنا على غيرهم، فقولهم دليل يجب إتباعه كما أن القرآن دليل يجب إتباعه، وليس بتقليد، وإنما توسعوا في الأدلة العقلية لدفع الخصوم، وإبطال ما تمسك به الفلاسفة والطبائعية والملاحدة، وسائر الفرق، وأما لأنفسنا فقولهم كافٍ لأنه دين الله فإذا خالفناهم اتهمنا أنفسنا بالغلط، وانظروا إلى أدلة القرآن، وما فيها، ومن ذلك قوله تعالى: {إِنَّ اللّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى}[الأنعام: ٩٥]، إلى قوله: {إِنَّ فِي