الله لا يشبه الأشياء
  شيء فهي كلمة جامعة لأصول التوحيد ولأسمائه الحسنى فالله في ذاته وكمال صفاته لا يشبهه شيء ولا يشاركه أحد في حد صفاته {لَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ}[الإسراء: ١١١] {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}[الشورى: ١١].
  واعلم أن ذات الله تعالى مخالفة للذوات جميعاً مخالفة ظاهرة حقيقية والعقل يقضي بذلك ضرورة لأن مرتبة الخالق غير مرتبة المخلوق.
  والغيرية المطلقة تقتضي المخالفة في جميع الصفات فالخالق لا يشبهه شيء من مخلوقاته لا في الذات ولا في الصفة فلذا قال بعض العلماء: ومما لا شك فيه أنا نحتاج في وصف الخالق ومعرفة الصفة إلى ألفاظ ومعان تختلف عن وصف المخلوقات في العالم فوصف الخالق غير وصف المخلوق والمخلوقات، وأن نظرية الإسلام إلى أن للكون خالقاً واحداً متصفاً بجميع صفات الكمال تدعو إلى أن نجله عن التشبيه ونقدسه عن التجسيم وننزهه عن صفات المخلوقين وتطابق هذه القضية العقلية أدلة الكتاب والسنة قال تعالى: {لَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ وَهُوَ السَّميعُ