العقيدة الأصولية ويليه النظم البديع في الرد على أهل التشبيه والتبديع،

صلاح بن أحمد فليته (المتوفى: 1429 هـ)

الله لا يرى بالأبصار

صفحة 23 - الجزء 1

  البَصيرُ}⁣[الشورى: ١١]، وقال تعالى: {يَعلَمُ ما بَينَ أَيديهِم وَما خَلفَهُم وَلا يُحيطونَ بِهِ عِلمًا}⁣[طه: ١١٠] صدق الله العظيم.

الله لا يرى بالأبصار

  الله سبحانه تقدس وتعالى عن أن يدركه بصر لا في الدنيا ولا في الآخرة لأنه لا يرى إلا ما كان جسماً أو عرضاً ولنا على ذلك دليل العقل والنقل.

  أما العقل: فإنا نجد بالضرورة أن الرؤية مختصة بالأجسام والأعراض ولا مجال للعقل في غير ذلك فهو يحكم بذلك حكماً قاطعاً أنه لا يمكن ذلك وقد حكم العقل بأن الله ليس بجسم ولا عرض لأنه لو قدر ذلك لكان الله من الأجسام والأعراض ولو أنه قدر ذلك لكان من جنس ما يرى وحكم عليه بالحدوث وقد قضى العقل أن الله لا يشبه الأشياء ومن صفات المخلوقين أن الأبصار تدركهم وقضى العقل أنه لا يرى شيء إلا في جهة ولو قدر أنه يرى لانتقض كلما اختص به من صفات الكمال فثبت أن الله لا يرى لا في الدنيا ولا في الآخرة.

  وأما النقل فقوله تعالى: {لا تُدرِكُهُ الأَبصارُ وَهُوَ يُدرِك