تنبيه
  الأَبصارَ وَهُوَ اللَّطيفُ الخَبيرُ}[الأنعام: ١٠٣] فهذه الآية نص في المقصود وقوله تعالى لموسى #: {لَن تَراني}[الأعراف: ١٤٣] بصيغة النفي المؤبد والآيات خارجة مخرج التمدح فلو قدر أنه يرى لبطل معنى الآية.
تنبيه
  إن في الآية تنبيه وإشارة ظاهرة لطيفة تؤكد نفي الرؤية وتأبيدها بقوله تعالى: {وَهُوَ اللَّطيفُ الخَبيرُ}[الأنعام: ١٠٣] أي لا تدركه الأبصار لأنه اللطيف وهو يدرك الأبصار لأنه الخبير العالم المطلع على كل شيء ولو قدر أن يرى لبطل كونه لطيفاً خبيراً حيث أن ذلك خارج مخرج العلة والآية خارجة مخرج المدح لتوسطها بين صفات المدح(١).
  أما من يقول أنه يرى في الآخرة مستدلا بقوله تعالى: {وُجوهٌ يَومَئِذٍ ناضِرَةٌ ٢٢ إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ ٢٣}[القيامة: ٢٢ - ٢٣] فنقول: إنه لم يفهم معاني القرآن ولم يتأمل لما يشير إليه في صريح ألفاظه ويرمز إلى خفي أسراره فإنه يقول تعالى: {لَيسَ كَمِثلِهِ
(١) وهي قوله تعالى: {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}[الأنعام: ١٠١]، الآية ههنا قبلها وبعدها: {قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ}[الأنعام: ١٠٤]، الآية.