العقيدة الأصولية ويليه النظم البديع في الرد على أهل التشبيه والتبديع،

صلاح بن أحمد فليته (المتوفى: 1429 هـ)

تنبيه

صفحة 25 - الجزء 1

  شَيءٌ وَهُوَ السَّميعُ البَصيرُ}⁣[الشورى: ١١] ألا يعلم هذا القائل أنه قد أبطل معنى قوله تعالى: {لَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ}⁣[الشورى: ١١] لا أنه إذا قدر أنه يرى فقد شابه المرئيات وأبطل قوله تعالى: {لا تُدرِكُهُ الأَبصارُ}⁣[الأنعام: ١٠٣] لأنها عامة فيلزم التخصيص لعمومها وانتقض الغرض بالوصف بها وبطل المدح بها لأن تخصيص المدح يكون نقضاً وقال تعالى: {فَقَد سَأَلوا موسى أَكبَرَ مِن ذلِكَ فَقالوا أَرِنَا اللَّهَ جَهرَةً فَأَخَذَتهُمُ الصّاعِقَةُ بِظُلمِهِم}⁣[النساء: ١٥٣] فنسأل الذين يقولون أن الله يرى يوم القيامة فنقول لم أخذتهم الصاعقة رداً عليهم في سؤالهم هل ذلك عقاب على ممكن أو لأنهم سألوا ما لا يجوز على الله فلا يمكن الجواب على هذا إلا أنهم ظلموا أنفسهم وتعدوا فأخذهم الله بظلمهم حيث إنهم سألوا ما لا يجوز على الله وأنهم عصو بسألهم وقد علل بذلك بقولهم بظلمهم لأنهم ظلموا أنفسهم وتعدوا بهذا السؤال ولو كان الله يرى كان الجواب عليهم سيقع ما يطلبون في الآخرة ولا يستحقون الصاعقة لأنه عدل حكيم، تأمل.

  ونعود إلى تحقيق الآية التي يستدلون بها وهي {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ ٢٢ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ٢٣}⁣[القيامة: ٢٢ - ٢٣] فناظرة الأولى من النضارة وهي الحسن والجمال {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ٢٣} أي منتظرة الرحمة