تنبيه
  من الله تعالى والدليل على ذلك نظارة الوجوه لما يشاهدونه من مقدمات الرحمة والنجاة من النار واستعمال ناظرة بمعنى منتظرة كثير في كلام العرب بل يكاد يقرب من الحقيقة لكثرة الاستعمال كما يقال في عطف النظر وورد في القرآن في كثير في المواضع قال تعالى: {ما يَنظُرونَ إِلّا صَيحَةً واحِدَةً تَأخُذُهُم وَهُم يَخِصِّمونَ}[يس: ٤٩] وقال: {وَما يَنظُرُ هؤُلاءِ إِلّا صَيحَةً واحِدَةً ما لَها مِن فَواقٍ}[ص: ١٥] وقال {فَناظِرَةٌ بِمَ يَرجِعُ المُرسَلونَ}[النمل: ٣٥]. وقال الشاعر:
  وجوه يوم بدر ناظرات ... إلى الرحمن يأتي بالخلاص
  وذكر الوجوه دليل على أن المراد الانتظار لأن الوجوه لا تنظر.
  ومما يدل على أن ناظرة في الآية بمعنى منتظرة المقابلة بالآيات التي بعدها وهي {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ}[القيامة: ٢٤] حازنة كئيبة {تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ}[القيامة: ٢٥]، أي تعلم بنزول العذاب والفاقرة الداهية وهذا دليل واضح.
  ومن الدليل النقلي قول أمير المؤمنين #: «ولا يدرك بالحواس ولا يقاس بالناس» وقوله #: «ما وحد الله من كيفه ولا إياه عنا - أي قصد - من شبهه، ولا حمده