أسنى المطالب في نجاة أبي طالب،

أحمد بن زيني دحلان (المتوفى: 1304 هـ)

[النصوص التي فيها بيان شرف أصله ÷]

صفحة 102 - الجزء 1

[النصوص التي فيها بيان شرف أصله ÷]

  قال العلامة ابن حجر الهيتمي⁣(⁣١): إن أهل الكتابين أجمعوا على أن آزر لم يكن أباً لإبراهيم حقيقة وإنما كان عمه وسماه الله في القرآن أباً، لأن العرب تسمي العم أباً، وجزم بذلك الفخر الرازي، وقال: جاء في القرآن تسمية العم أباً، قال تعالى: {إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ ...}⁣[البقرة: ١٣٣] مع أن الكلام كان مع أولاد يعقوب، وإسماعيل عم يعقوب، وقد سبق الرازي على ذلك جماعة من السلف، منهم: ابن عباس، ومجاهد، وابن جرير، والسُّدِّي، قالوا: ليس آزر أبا إبراهيم، وإنما هو عمه، لأن إبراهيم أبوه تارخ.

  وممن وافق الرازي الإمام المارودي من أئمة الشافعية، وقال في قوله تعالى: {وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ٢١٩}⁣[الشعراء] كما قال الرازي: أن المراد تقلبه وتنقله من الأصلاب الطاهرة إلى الأرحام الزكية، وهذا وجه من وجوه تفسير الآية وليس مراده الحصر في هذا الوجه ولكن هذا الوجه هو الأولى بالقبول.

  فقد أخرج ابن سعد، والبزار، والطبراني، وأبو نعيم، عن ابن عباس، ® في قوله تعالى: {وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ٢١٩} قال: من نبي إلى نبي، ومن نبي إلى نبي، حتى أخرجتك نبياً⁣(⁣٢).


(١) وابن حجر الهيتمي له كتاب «تطهير الجنان» وهو كتاب فاشل ينبغي أن نطبعه ونعلق عليه ونزيفه وندكه دكاً لأنه مبني على جرف هار.

(٢) رواه ابن سعد (١/ ٢٤) والطبراني في الكبير (١١/ ٣٦٢) وقال الحافظ الهيثمي في «المجمع» (٧/ ٨٦): «رواه البزار والطبراني ورجالها رجال الصحيح غير شبيب بن بشر وهو ثقة». =