أسنى المطالب في نجاة أبي طالب،

أحمد بن زيني دحلان (المتوفى: 1304 هـ)

[شرح عبارة (إنه على ملة عبد المطلب) وبيان أنها التوحيد ونجاته لأنه من أهل الفترة]

صفحة 107 - الجزء 1

  وكان لطيب ريحه يفوح منه رائحة المسك، وكان نور النبي ÷ يضيء في غرته. وفيه يقول القائل:

  علا شيبة الحمد الذي كان وجهه ... يضيء ظلام الليل كالقمر البدر

  وكانت قريش إذا أصابها قحط شديد تأتي عبد المطلب فتستسقي به فيسقون، ولما جاء أصحاب الفيل ليهدموا الكعبة هلكوا بدعائه عند البيت المعظم. ومما نقل عنه في ذلك اليوم:

  لا همَّ أن العبد يمـ ... نع رحله فامنع رحلك

  وانصر على آل الصليـ ... ـب وعابديه اليوم آلك

  وقال أيضاً:

  يا رب لا أرجو لهم سواكا ... يا رب فامنع عنهم حماكا

  إن عدو البيت قد عاداكا ... فامنعهموا أن يخربوا قراكا

  وأخذ أصحاب الفيل له ذوداً من الإبل، فذهب إلى أبرهة رئيسهم يسأله إطلاق إبله، فَعَظَّمَه وأجلسه معه على سريره، فلما سأله إطلاق إبله قال أبرهة: سَقَطْتَ من عيني، جئت لأهدم البيت الذي هو دينك ودين آبائك فألهاك عنه ذود أُخِذَ منك، فقال: أنا رب الإبل وللبيت رب يمنعه.

  وقال: يا معشر قريش، لا يصل إلى هدم البيت، لأن لهذا البيت رباً يحميه، فأرسل الله عليهم طيراً أبابيل فأهلكهم.