أسنى المطالب في نجاة أبي طالب،

أحمد بن زيني دحلان (المتوفى: 1304 هـ)

[شرح عبارة (إنه على ملة عبد المطلب) وبيان أنها التوحيد ونجاته لأنه من أهل الفترة]

صفحة 113 - الجزء 1

  وروى الطبراني والبيهقي أن ابنة أبي لهب واسمها سبيعة، وقيل: درة قدمت المدينة مسلمة مهاجرة فقيل لها: لا تغني عنك هجرتك وأنت بنت حطب النار فتأذَّت من ذلك فذكرته للنبي ÷ فأشتد غضبه ثم قام على المنبر، فقال: «ما بال أقوام يؤذونني في نسبي وذوي رحمي، فمن آذى نسبي وذوي رحمي فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله تعالى»⁣(⁣١).

  وأخرج ابن عساكر عن علي كرم الله وجهه أن رسول الله ÷ قال: «من آذى شعرة مني فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله تعالى»⁣(⁣٢).

  فبغض أبي طالب والتكلم فيه يؤذي رسول الله ÷ ويؤذي أولاده الموجودين في كل عصر، وقد قال رسول الله ÷: «لا تؤذوا الأحياء بِسَبِّ الأموات»⁣(⁣٣).


(١) حسن. رواه ابن عدي في «الكامل» (٧/ ٢٦٢)، وذكر الحافظ ابن حجر في «الإصابة» (٧/ ٦٣٥) أن الحديث رواه ابن أبي عاصم والطبراني وابن منده وفيه رجل ضعيف، ونص ابن أبي حاتم في «العلل» (٢/ ٧٥) عن أبيه أن الحديث غير صحيح عنده.

وقال الحافظ الهيثمي في «مجمع الزوائد» (٩/ ٢٥٧): «رواه الطبراني وفيه عبد الرحمن بن بشير الدمشقي وثقه ابن حبان وضعفه أبو حاتم وبقية رجاله ثقات»، وللقصة طريق أخرى رواها الطبراني وقال الهيثمي هناك أيضاً: «رواه الطبراني .... وهو مرسل ورجاله رجال الصحيح».

(٢) انظر «فيض القدير» (٦/ ١٨).

(٣) رواه الفاكهي في «أخبار مكة» (٣/ ١٥٨)، ويشهد له ما في البخاري (٦٥١٦) من حديث السيدة عائشة مرفوعاً: «لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا»، وفي الترمذي (١٩٨٢) من حديث المغيرة مرفوعاً: «لا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء».