[شرح عبارة (إنه على ملة عبد المطلب) وبيان أنها التوحيد ونجاته لأنه من أهل الفترة]
  وروى الطبراني والبيهقي أن ابنة أبي لهب واسمها سبيعة، وقيل: درة قدمت المدينة مسلمة مهاجرة فقيل لها: لا تغني عنك هجرتك وأنت بنت حطب النار فتأذَّت من ذلك فذكرته للنبي ÷ فأشتد غضبه ثم قام على المنبر، فقال: «ما بال أقوام يؤذونني في نسبي وذوي رحمي، فمن آذى نسبي وذوي رحمي فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله تعالى»(١).
  وأخرج ابن عساكر عن علي كرم الله وجهه أن رسول الله ÷ قال: «من آذى شعرة مني فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله تعالى»(٢).
  فبغض أبي طالب والتكلم فيه يؤذي رسول الله ÷ ويؤذي أولاده الموجودين في كل عصر، وقد قال رسول الله ÷: «لا تؤذوا الأحياء بِسَبِّ الأموات»(٣).
(١) حسن. رواه ابن عدي في «الكامل» (٧/ ٢٦٢)، وذكر الحافظ ابن حجر في «الإصابة» (٧/ ٦٣٥) أن الحديث رواه ابن أبي عاصم والطبراني وابن منده وفيه رجل ضعيف، ونص ابن أبي حاتم في «العلل» (٢/ ٧٥) عن أبيه أن الحديث غير صحيح عنده.
وقال الحافظ الهيثمي في «مجمع الزوائد» (٩/ ٢٥٧): «رواه الطبراني وفيه عبد الرحمن بن بشير الدمشقي وثقه ابن حبان وضعفه أبو حاتم وبقية رجاله ثقات»، وللقصة طريق أخرى رواها الطبراني وقال الهيثمي هناك أيضاً: «رواه الطبراني .... وهو مرسل ورجاله رجال الصحيح».
(٢) انظر «فيض القدير» (٦/ ١٨).
(٣) رواه الفاكهي في «أخبار مكة» (٣/ ١٥٨)، ويشهد له ما في البخاري (٦٥١٦) من حديث السيدة عائشة مرفوعاً: «لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا»، وفي الترمذي (١٩٨٢) من حديث المغيرة مرفوعاً: «لا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء».