أسنى المطالب في نجاة أبي طالب،

أحمد بن زيني دحلان (المتوفى: 1304 هـ)

[نجاة أبي طالب قول جماعة من أكابر العلماء: القرطبي، السبكي، الشعراني]

صفحة 115 - الجزء 1

  قيل: إن مما نزل في أبي طالب: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ ١١٩}⁣(⁣١) وهذا القول ضعيف جداً كالقول بأنها نزلت في أبوي النبي ÷، فإن ذلك ضعيف أيضاً بل قيل: إن ذلك باطل لا أصل له، والآية إنما نزلت في اليهود.

  قال أبو حيان في «البحر»⁣(⁣٢): وسوابق الآيات ولواحقها تدل على ذلك، أي: فإن الجميع نزل في اليهود، والقول بخلاف ذلك يوجب تفكيك نظم الآيات وذهاب جزالتها، كما أشار إلى ذلك المولى أبو السعود في تفسيره.

  وقد ذكر البرزنجي أحاديث كثيرة تدل على نجاة أبي طالب ثم قال: وإن كان بعضها ضعيفاً لكن لكثرتها يقوي بعضها بعضاً، لا سيما وأكثرها صحيح لا ضعف فيه.

  فمن الصحيح: ما أخرجه ابن سعد، وابن عساكر عن علي كرم الله وجهه، قال: أخبرت رسول الله ÷ بموت أبي طالب فبكى، وقال: «اذهب فغسله وكفنه وواره غفر الله له ورحمه»⁣(⁣٣).


(١) البقرة: ١١٩.

(٢) في تفسيره (البحر المحيط» (١/ ٥٨٩) من طبعة دار الفكر الواقعة في عشرة مجلدات، والمصنف ¦ نقل كلامه ههنا بالمعنى وليس بنصه.

(٣) رواه ابن سعد (١٢٣) لا يصح.