أسنى المطالب في نجاة أبي طالب،

أحمد بن زيني دحلان (المتوفى: 1304 هـ)

[نجاة أبي طالب قول جماعة من أكابر العلماء: القرطبي، السبكي، الشعراني]

صفحة 116 - الجزء 1

  وفي السيرة الحلبية أن هذا الحديث أخرجه أيضاً: أبو داود، والنسائي وابن الجارود، وابن خزيمة عن علي كرم الله وجهه، قال: لما مات أبو طالب أخبرت النبي ÷ بموته فبكى، وقال: «اذهب فغسله وكفنه وواره غفر الله له ورحمه»⁣(⁣١).

  على أن اعتمادنا على المسلك الأول الكافي في النجاة ولا نحتاج إلى هذا ولكنه زيادة تأكيد في المدعى.

  ومن الأحاديث التي ذكرها في الشفاعة: ما رواه الإمام أحمد، والطبراني، والبزار، عن معاذ بن جبل وأبي موسى ®، قالا: قال رسول الله ÷: «إن ربي خيّرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة أو الشفاعة، فاخترت لهم الشفاعة وعلمت أنها أوسع لهم، وهي لمن مات لا يشرك بالله شيئاً»⁣(⁣٢).


(١) لم يروه بهذا اللفظ إلا ابن سعد ولا يثبت هذا، والحديث الذي عزاه لأبي داود والنسائي هو الذي بلفظ: «إن عمك الشيخ الضال قد مات قال: اذهب فواره» وقد تقدَّم هذا وتخريجه وأن لفظة (الضال) لا تثبت فيه بل هي من زيادات النواصب.

وهو من رواية أبي داود وغيره ضد الصواب الذي نعتقده وليست مع ما نريد، فليتنبه لذلك.

(٢) رواه أحمد (٥/ ٢٣٢) عن معاذ وأبي موسى الأشعري، والترمذي (٢٤٤١) من حديث عوف بن مالك الأشجعي. وهو حديث صحيح، وأبو بردة ابن أبي موسى الأشعري أحد الرواة له عن معاذ وأبي موسى ناصبي ليس بحجة.