تكملة [من كلام السيد البرزنجي في علامات رآها لقبول كتابه عند قبر الرسول]
  سلك فيها طريق القوم من السادة الصوفية، مشيراً إلى ما حصل له من الكدر، وما ذاقه من الألم والفراق والبعد عن الحضرة النبوية، وأشار فيه إلى هذه القصة وأن النبي ÷ أشار إليه بالخروج إلى مصر، وأن يخرج عليهم وينثر على رؤوسهم التراب، وأنهم لا يبصرونه نظير ما وقع له ÷ عند الهجرة إلى المدينة.
  ثم عاد بعد ذلك إلى المدينة.
  وأما والده | فصعب قبضه بالمدينة فحَسَّنَ له بعض أعدائه الخروج من المدينة إلى مكة المشرفة والإقامة بها فلما وصل إلى مكة قبضه الوزير أبو بكر باشا وأنفذه إلى جدة وحبس بقلعتها، ثم صدر الأمر بقتله فقتل خنقاً في ليلة الثامن من شهر ربيع الأول سنة ثمان وثلاثين ومائة وألف، ورمي في سوق جدة يوماً كاملاً، ثم رفعه بعض أهل الخير بشفاعة والتماس، وغسل وكفن ودفن بجدة، وهرعت الناس إلى جنازته للتبرك بها، ولقب بالمظلوم | رحمة واسعة.
  ذكر في «الروض الأعطر» ما نصه: ثم عقب ذلك بيسير جاء الأمر بعزل الوزير المذكور فخرج متوجها إلى الأستانة، وركب مع من معه في سفينة من جدة فبعد ما حلوا شراعها وجرت بهم غير بعيد أتت ريح عاصفة فأغرقه الله ولم ينج منهم إلا قليل.