فصل ذكر الآيات التي زعموا أنها نزلت في أبي طالب
  وهو ÷ لا يحب الكفار! فقد قال تعالى: {إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ ٤٥}[الروم]، وقال تعالى: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ ...} الآية، [المجادلة: ٢٢].
  (تنبيه): لاحظوا كيف آل الأمر في أن تَجْعَل العوامل الأموية الناصبية عم النبي ووالديه عليهم سلام الله تعالى في النار(١) وكيف يدافعون عن أبي سفيان ومعاوية الذي بقي عدواً لآل البيت معلناً ذلك مقترفاً للمعاصي حتى مات.
  بل وصل الحال بهم وبأذنابهم المعاصرين أن يدافعوا عن مروان بن الحكم ووالده طريد رسول الله ÷ وقد جاء فيها قول النبي ÷ «إنه الوزغ ابن الوزغ»(٢)، وكذا يدافعون عن يزيد والحجاج وأمثال هؤلاء الظالمين ويصنفوا فيهم التصانيف للذب عنهم!
  أعاذنا الله تعالى من هذا الظلم المبين!
(١) وقد بينت ذلك مفصلاً في «صحيح شرح العقيدة الطحاوية» ص (٨٤ - ٨٦) وما بعدها.
(٢) رواه الحاكم في المستدرك (٤/ ٤٧٩) من حديث عبد الرحمن بن عوف، ونعيم بن حماد في الفتن (١/ ١٣١).
قال الحافظ ابن حجر في الفتح (١٣/ ١١): «وقد وردت أحاديث في لعن الحكم والد مروان وما ولد أخرجها الطبراني وغيره غالبها فيه مقال وبعضها جياد»، قلت: ممن روى هذا اللعن أحمد في مسنده (٤/ ٥) والبزار (٦/ ١٥٩) والضياء في المختارة (٩/ ٣١٠) وانظر مجمع الزوائد (٥/ ٢٤١) حيث قال إن رجاله رجال الصحيح.