أسنى المطالب في نجاة أبي طالب،

أحمد بن زيني دحلان (المتوفى: 1304 هـ)

[معنى الإيمان والإسلام عند العلماء والمتكلمين]

صفحة 33 - الجزء 1

  وأما الإسلام شرعاً فهو: الانقياد بالأفعال الظاهرة الشرعية، ويدل لهذا قوله ÷: «الإسلام علانية، والإيمان في القلب»⁣(⁣١)، فقد يجتمعان، وذلك في المصدق بقلبه المقر بالشهادتين.

  وينفرد الإسلام عن الإيمان في المنافق الذي ينطق بالشهادتين، وينقاد لأحكام الإسلام ظاهراً، وهو بقلبه مكذب غير مصدق.

  وينفرد الإيمان عن الإسلام فيمن يصدِّق بقلبه ولا ينطق بالشهادتين عناداً، ولا ينقاد للأفعال الظاهرة الشرعية، وذلك ككثير من علماء اليهود الذين عرفوا أن سيدنا محمداً ÷ رسول صادق ولم ينطقوا بالشهادتين، ولم يتبعوه، ولم ينقادوا لما جاء به وقد قال الله تعالى فيهم: {يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ}⁣[البقرة: ١٤٦].


(١) حديث حسن رواه ابن أبي شيبة (٦/ ١٥٩) وأحمد في المسند (٣/ ١٣٤) وأبو يعلى (٥/ ٣٠١ - ٣٠٢) والبزار (كشف الأستار ٢٠) وقال الحافظ الهيثمي في «مجمع الزوائد» (١/ ٥٢): «رواه أحمد وأبو يعلى بتمامه والبزار باختصار ورجاله رجال الصحيح ما خلا علي بن مسعدة وقد وثقه ابن حبان وأبو داود الطيالسي وأبو حاتم وابن معين وضعفه آخرون».

أقول: علي بن مسعدة تناقض الألباني فيه فحسَّن له حديث «كل ابن آدم خطاء» في صحيح الجامع (٤٣٩١) وتخريج المشكاة (٢٣٤١) وضعف به حديث «الإسلام علانية ..» في ضعيف الجامع (٢٢٨٠) فيا للتناقض!