[تواتر الأخبار بحب أبي طالب للني ونصرته له]
  محجوجاً، وحرماً آمناً، وجعلنا الحكام على الناس.
  إن ابن أخي هذا محمد بن عبد الله لا يوزن بِرَجُلٍ إلا رجح شرفاً ونبلا وفضلاً وعقلاً، وهو والله بعد هذا له نبأ عظيم وخطر جسيم](١).
  وكان هذا قبل بعثته ÷ بخمس عشرة سنة، فانظر كيف تَفَرَّس فيه أبو طالب كل خير قبل بعثته ÷ فكان الأمر كما قال، وذلك من أقوى الدلائل على إيمانه وتصديقه بالنبي ÷ حين بعثه الله تعالى.
  وروى البخاري في «تاريخه»(٢) عن عقيل ابن أبي طالب ¥، أن قريشاً قالت لأبي طالب أن ابن أخيك هذا قد آذانا، فقال للنبي ÷: إن بني عمك هؤلاء زعموا أنك تؤذيهم فقال: «لو وضعتم الشمس في يميني والقمر في شمالي على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته»(٣).
(١) مذكورة في «صفوة الصفوة» (١/ ٧٤).
(٢) تاريخ البخاري (٧/ ٥٠).
(٣) رواه الطبري في تاريخه (١/ ٥٤٥) والأصبهاني في دلائل النبوة (١/ ١٩٧) وابن هشام في السيرة (٢/ ١٠١).