أسنى المطالب في نجاة أبي طالب،

أحمد بن زيني دحلان (المتوفى: 1304 هـ)

[تواتر الأخبار بحب أبي طالب للني ونصرته له]

صفحة 47 - الجزء 1

  ثم استعبر رسول الله ÷ باكياً، فقال أبو طالب: يا ابن أخي قل ما أحببت، فوالله لا أسلمك لهم أبداً، وقال لقريش: والله ما كذب ابن أخي قط⁣(⁣١).

  فانظر إلى نفي الكذب عنه بالحلف بحضور خصمائه قريش، وقد جاؤوه يشكون إليه.

  وانظر إلى قوله: (زعموا أنك تؤذيهم)، حيث لم يطلق القول بأنه يؤذيهم، بل جعل ذلك أذى باعتبار زعمهم، وأنهم يزعمون أنه من قبل نفسه وليس من عند الله، فقال: إن كان أذى، أي كما زعموا فانته عن أذاهم، فلما قال له إنه من عند الله بيقين كما أنكم على يقين من رؤية هذه الشمس صدًّقه ونفى عنه الكذب.

  وقال: والله ما كذب ابن أخي قط⁣(⁣٢).

  وقد روى أبو طالب أحاديث عن النبي ÷، وكلمات تدل على إيمانه وامتلاء قلبه من التوحيد، فمن ذلك:


(١) وهذا إسناده صحيح كما قال الحافظ ابن حجر في «المطالب العالية بزوائد الثمانية» (٤/ ١٩٢) برقم ٤٢٧٨)، وقد روى هذا أبو يعلى (١٢/ ١٧٦) والبيهقي في (دلائل النبوة» (٢/ ١٨٦ - ١٨٧) والطبراني في الكبير (١٧/ ١٩١) والأوسط (٨/ ٢٥٣) والبزار (٦/ ١١٥) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٦/ ١٤ - ١٥): «ورجال أبي يعلى رجال الصحيح».

(٢) تقدم تخريج هذا قبل قليل وأنه صحيح ثابت، وفي لفظ أبي يعلى: «ما كذبنا ابن أخي فارجعوا».