أسنى المطالب في نجاة أبي طالب،

أحمد بن زيني دحلان (المتوفى: 1304 هـ)

[تواتر الأخبار بحب أبي طالب للني ونصرته له]

صفحة 52 - الجزء 1

  كما صلى علي ¥(⁣١).

  قال البرزنجي: فلولا أنه مصدِّق بدينه لما رضي لإبنيه أن يكونا معه وأن يصليا معه، بل ولا كان يأمرهما بالصلاة، فان عداوة الدين أشد العداوات كما قيل:

  كل العداوات قد ترجى إماتتها ... إلا عداوة من عاداك في الدين

  فهذه الأخبار كلها صريحة في أن قلبه طافح وممتلئ بالإيمان بالنبي ÷.

  ومن ذلك أيضاً: أن أبا طالب سافر إلى الشام وكان عمرُ النبي ÷ إذ ذاك تسع سنين، فصحبه معه، فرآه بَحيرا الراهب، ورأى فيه علامات النبوة فأخبر عمه أبا طالب وأمره بإرجاعه إلى مكة مخافة عليه من اليهود فردَّه إلى مكة.

  ومن ذلك أيضاً ما شاهده أبو طالب في زمن عبد المطلب من استسقائه بالنبي ÷.

  فقد روى الخطَّابي أن قريشاً تتابعت عليهم سنوِّ جَذبٍ في حياة عبد المطلب فارتقى هو ومن حضر معه من قريش أبا قُبيس بعد أن استلموا ركن البيت، فقام عبد المطلب واعتضد النبي ÷


(١) رواه خيثمة بن سليمان الأطرابلسي (ص ٢٠٦) وأورده الذهبي في «الميزان» في ترجمة سيف بن عمر الكوفي ابن أخت سفيان الثوري على أنه من منكراته.