[تواتر الأخبار بحب أبي طالب للني ونصرته له]
  فهذه الآثار والأخبار كلها صريحة في أن أبا طالب رأى من الآيات المعجزات وخوارق العادات التي ظهرت للنبي ÷ ما أوجب أن يصدِّقه ويؤمن به إيماناً لا شك فيه ولا تردد.
  ورأى أبو طالب أيضاً للنبي ÷ آيات وخوارق عادات في صغره غير هذه، وذلك أن أبا طالب كان قليل المال، وكان ذا عيال، فكان عياله إذا أكلوا وحدهم جميعاً أو فرادى لم يشبعوا، وإذا أكل معهم النبي ÷ شبعوا، فكان أبو طالب اذا أراد أن يغديهم أو يعشيهم يقول لهم: أنتم كما أنتم حتى يأتي ابني، فيأتي رسول الله ÷ فيأكل معهم فيشبعون فيفضلون من طعامهم، وإذا كان طعامهم لبناً شرب رسول الله ÷ أولهم، ثم تناول
= ونناضل، ونسلمه حتى نصرع حوله ونذهل عن أبنائنا والحلائل، يقول فيها: وما ترك قوم لا أبالك سيداً يحوط الذمار بين بكر بن وائل، وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثال اليتامى عصمة للأرامل، يلوذ به الهلاك من آل هاشم فهم عنده في نعمة وفواضل.
قال السهيلي: فإن قيل كيف قال أبو طالب (يستسقى الغمام بوجهه) ولم يره قط استسقى إنا كان ذلك منه بعد الهجرة، وأجاب بها حاصله: أن أبا طالب أشار إلى ما وقع في زمن عبد المطلب حيث استسقى لقريش والنبي ÷ معه غلام.
انتهى ويحتمل أن يكون أبو طالب مدحه بذلك لما رأى من مخايل ذلك فيه وإن لم يشاهد وقوعه] انتهى كلام ابن حجر من «الفتح».