أسنى المطالب في نجاة أبي طالب،

أحمد بن زيني دحلان (المتوفى: 1304 هـ)

[حزن النبي ÷ على موت أبي طالب ¥]

صفحة 57 - الجزء 1

  وقيل: أن أبا طالب لما رأى اجتماع قريش على قتل النبي ÷ جمع بني هاشم وبني المطلب مؤمنهم وكافرهم، وأمرهم أن يدخلوا برسول الله ÷ الشعب ويمنعوه، ففعلوا ولم يتخلف عنهم إلا أبو لهب، فلا علمت قريش ذلك أجمع رأيهم على أن يكتبوا عهوداً ومواثيق على أن لا يجالسوهم، ولا يناكحوهم، ولا يقبلوا لهم صلحاً أبدأ وكتبوا بذلك صحيفة وعلقوها في الكعبة، ومكث بنو هاشم في الشعب ثلاث وقيل سنتين، وأصابهم ضيق شديد، حتى أكلوا ورق الشجر يَتَقَوَّتون به⁣(⁣١).

  وكان أبو طالب في تلك المدة يتحفظ غاية التحفظ على النبي ÷، حتى إذا جاء الليل وأراد النبي ÷ أن ينام يفرش له فراش في الموضع الذي يعتاد أن ينام فيه فيضطجع فيه النبي ÷ ثم يقيمه عمه عن فراشه المعتاد ويأمر بعض بنيه أن ينام في ذلك الموضع، ويفرش للنبي ÷ في موضع آخر غير معتاد نومه فيدعه ينام فيه، كل ذلك مبالغة في حفظه وحراسته⁣(⁣٢).


(١) روى هذا الأصبهاني في دلائل النبوة (١/ ٢٠٠) والطبري في تاريخه (١/ ٥٥٣) وابن هشام في السيرة (٢/ ٢٢١).

(٢) انظر «البداية والنهاية» لابن كثير (٣/ ٨٤).