[حزن النبي ÷ على موت أبي طالب ¥]
  والذي كتب الصحيفة لقريش شُلَّت يده(١)، وأوحى الله تعالى للنبي ÷ أنه سبحانه وتعالى سلط الأرضة على صحيفتهم التي كتبوها وعلقوها في الكعبة فأكلت ما فيها من عهد وميثاق وقطيعة رحم ولم يبق في الصحيفة غير اسم الله ø، فإنهم كانوا يكتبون باسمك اللهم، فأخبر النبي ÷ عمه أبا طالب بذلك فخرج من الشعب حتى أتى المسجد فاجتمع عليه قريش وظنوا أنه يريد أن يسلمهم النبي ÷ ليقتلوه! فقالوا له توبيخاً له ولمن معه:
  قد آن لكم أن ترجعوا عما أحدثتم علينا وعلى أنفسكم، فقال أبو طالب: إنها أتيتكم في أمر نصف بيننا وبينكم، أي أمر وسط لا حَيْف فيه علينا ولا عليكم.
  أن ابن أخي أخبرني ولم يكذبني قط أن الله تعالى قد سلط على صحيفتكم التي كتبتم الأرضة فلحست كل ما كان فيها من جور أو ظلم أو قطيعة رحم وبقي بها كل ما ذكر به الله تعالى، فإن كان الحديث كما يقول فأفيقوا(٢).
(١) ذكر الحافظ ابن حجر في فتح الباري (٥/ ٣٤٣) أن الذي كتب الصحيفة: هشام بن عكرمة.
وفي طبقات ابن سعد (١/ ٢٠٩) هو: منصور بن عكرمة العبدري، وقال الأصبهاني في «دلائل النبوة» (ص ١٩٨): «قيل: طلحة بن أبي طلحة» وقال الطبري في تاريخه (١/ ٥٥٣): «وكان كاتب الصحيفة فيها بلغني ..... منصور بن عكرمة بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي فشلت يده».
(٢) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى (١/ ٢١٠).