أسنى المطالب في نجاة أبي طالب،

أحمد بن زيني دحلان (المتوفى: 1304 هـ)

[عرض أدلة القائلين بعدم إيمانه و تفنيدها للعلامة البرزنجي]

صفحة 70 - الجزء 1

  وفي رواية: «وكان في غمرات من النار»⁣(⁣١)، أي: مشرفاً عليها «فأخرجته إلى ضحضاح، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار».

  والضحضاح: مارق من الماء على وجه الأرض إلى نحو الكعبين فاستعير للنار.

  وفي رواية للبخاري ومسلم أيضاً، عن أبي سعيد الخدري ¥ أنه ÷ ذُكِرَعنده عمه أبو طالب، فقال: «لعله تناله شفاعتي يوم القيامة فيجعل في ضحضاح من نار يبلغ كعبيه يغلي منها دماغه»⁣(⁣٢).

  وروى مسلم وغيره عنه ÷ أن أبا طالب «أهون أهل النار عذاباً»⁣(⁣٣).


(١) لا يثبت بهذا اللفظ، وهذا اللفظ رواه البخاري (٣٨٨٣) ومسلم (٢٠٩) وغيرهما.

وقد رواه ابن سعد في «الطبقات الكبرى» (١/ ١٢٥ - ١٢٦) من طريق عفان عن حماد عن ثابت عن إسحاق بن عبدالله بن الحارث بن نوفل عن العباس ورجاله رجال الصحيح، وحماد بن سلمة كلامنا فيه معروف وهو يعكر على رواية الصحيحين، ولفظ رواية ابن سعد كما سيأتي: عن العباس ¥ أنه سأل رسول الله ÷: ما ترجو لأبي طالب؟ قال: «كل الخير أرجو من ربي».

(٢) رواه البخاري (٣٨٨٥ و ٦٥٦٤) ومسلم (٢١٠).

(٣) رواه مسلم (٢١٢) وهو من رواية حماد بن سلمة عن ثابت، والمعتمد عندنا أن حماداً ضعيف، وقد بينا ذلك في مواضع كثيرة في التعليق على «دفع شبه التشبيه» و «العلو».