[عرض أدلة القائلين بعدم إيمانه و تفنيدها للعلامة البرزنجي]
  قال القائلون بعدم نجاته: إن هذه الأحاديث الصحيحة دالة على كفره وعلى أنه في النار، فلا يمكن القول بنجاته لأن النبي ÷ أخبر بحاله فيما بينه وبين الله في الدار الآخرة، فدل على أنه لم يكن مصدقاً بقلبه، وأما ما صدر منه من نصرة النبي ÷ فإنها كان من باب حمية العرب والأنفة من أن يغتال ابنه من بين يديه، وقد كلَّفه بذلك عبد المطلب.
  ثم قال البرزنجي: قلت: الجواب أن نفس الأحاديث التي ذكرت تدل على نجاته، وذلك لأن الله تعالى قد أخبر عن الكفار بأنهم {لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا}(١)، وبأنهم {لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ}(٢)، وبأنهم ما هم منها بمخرجين(٣)، وبأنهم لا {تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ ٤٨}(٤)، إلى غير ذلك.
  وقد ثبت في الأثر الصحيح: أن الجحيم هي الطبقة التي يعذب فيها عصاة المؤمنين ثم يخرجون منها وهي أعلى طبقات النار، وعصاة المؤمنين عذابهم
(١) الآية: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ ٣٦}[فاطر].
(٢) الآية: {لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ ٧٥}[الزخرف].
(٣) الآية: {وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ ١٦٧}[البقرة]، وقوله تعالى {يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ ٣٧}[المائدة].
(٤) الآية: {فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ ٤٨}[المدثر].