[عرض أدلة القائلين بعدم إيمانه و تفنيدها للعلامة البرزنجي]
  أخف من عذاب الكفار، وحيث صح أن أبا طالب أهون أهل النار عذاباً على الإطلاق، فيكون أهون عذاباً حتى من عصاة المؤمنين، ولو لم نقل بذلك لما صدق قوله ÷ إنه «أهون أهل النار عذاباً»(١).
  ولو فرض أنه كافر يخلد في النار وهو أهون أهل النار عذاباً، لكان عذاب الكفر أهون من عذاب بعض المؤمنين العصاة، وهذا لا يقول به أحد، فثبت أن عذابه أهون من عصاة المؤمنين وثبت أنه تنفعه شفاعة النبي ÷، ولهذا خفف عنه العذاب وجعل أخف أهل النار عذاباً فأُخْرِج من طمطام النار وغمراتها(٢)، أي: أبعد عما كان مشرفاً على دخوله لولا النبي ÷ إلى ضحضاح منها، وألبس نعلين من النار، فصارت لا تغطي ظهور رجليه، وهذه هي أعلى النار لا أعلى منها، بحيث أن النار ما مست إلا تحت قدميه وليس ذلك إلا في الطبقة الفوقانية التي مكان عصاة هذه الأمة.
  وقد صحت الأحاديث بأنهم يخرجون منها، بحيث لا يبقى فيها من كان في قلبه أدنى أدنى أدنى من مثقال حبة من خردل من إيمان(٣).
(١) مسلم (٢١٢).
(٢) لا يثبت هذا. على مبني على حديث لا يصح وهو: «وقد وجدت عمي أبا طالب في طمطام من النار فأخرجه الله لمكانه مني وإحسانه إليَّ فجعله في ضحضاح من النار».
رواه الطبراني في الكبير (٢٣/ ٤٠٥) قال الهيثمي في مجمع الزوائد (١/ ١١٨): «رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه عبدالله بن محمد بن عقيل وهو منكر الحديث لا يحتجون بحديثه وقد وثق».
(٣) تقدم عزو ذلك للبخاري (٧٥١٠) ومسلم (١٩٣).