أسنى المطالب في نجاة أبي طالب،

أحمد بن زيني دحلان (المتوفى: 1304 هـ)

[عرض أدلة القائلين بعدم إيمانه و تفنيدها للعلامة البرزنجي]

صفحة 73 - الجزء 1

  وقد صح أيضاً أن هذه الطبقة بعدما يخرج منها عصاة هذه الأمة تنطفي نارها، وتصفق الريح أبوابها⁣(⁣١)، وينبت فيها الجرجير⁣(⁣٢)، ولا يجوز أن ينبت فيها الجرجير وفيها نار تمس تحت القدم، فوجب أن يخرج منها أبو طالب⁣(⁣٣) بهذه الأدلة وكلها صحيحة.

  ونقول: ورد في الصحيح أنه ÷ قال: «شفاعتي لأهل الكبائر»⁣(⁣٤).

  وفي لفظ: «لمن لم يشرك بالله شيئاً»⁣(⁣٥).


(١) لم يصح هذا وقد رواه ابن عدي في الكامل (٥/ ٢٢٠) وهو منكر.

(٢) لم يرد ذكر الجرجير في هذا الحديث البتة.

(٣) هو لا يخلد فيها إن شاء الله تعالى أصلاً حتى يخرج منها.

(٤) منكر رواه الترمذي في السنن عن أنس بن مالك (٢٤٣٥) وقال: «حسن صحيح هذا الوجه وفي الباب عن جابر». وقال الترمذي في موضع آخر (٢٤٣٦) عندما رواه من حديث جابر: «هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه يستغرب من حديث جعفر بن محمد».

وقد أورده أبو طالب القاضي في «علل الترمذي» ص (٣٣٣) وأورده ابن أبي حاتم في كتاب «العلل» (٢/ ٧٩) وقال: [وقرأ {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا ٣١}⁣[النساء] سمعت أبي يقول: هذا حديث منكر].

فالحديث معارض للآية فهو ساقط مردود عندنا! ويعارض قوله تعالى {وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى}⁣[الأنبياء: ٢٨].

(٥) رواه البخاري (٦٥٧٠) بلفظ: «أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصاً من قبل نفسه» وعند ابن حبان في الصحيح (١٦/ ١٨٦) والترمذي (٢٤٤١): «هي لمن مات لا يشرك بالله شيئاً» وقيدت ذلك الآية {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ}⁣[النساء: ٣١].