أسنى المطالب في نجاة أبي طالب،

أحمد بن زيني دحلان (المتوفى: 1304 هـ)

[عرض أدلة القائلين بعدم إيمانه و تفنيدها للعلامة البرزنجي]

صفحة 74 - الجزء 1

  واللام للاختصاص، مثل: الحمد لله، ومعناه: شفاعتي مختصة بأهل الكبائر، وحيث كانت مختصة بأهل الكبائر، فهي لا تكون لمشرك⁣(⁣١)، يعني: أن الشفاعة التي لغفران الذنوب تختص بأهل الكبائر، فإن الصغائر يكفرها اجتناب الكبائر، والكفار لا تنفعهم شفاعة الشافعين، لأن الله {لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ}⁣[النساء: ٤٨]. وإذا لم يغفر لم يدخل تحت الشفاعة، لأن كل عذاب في مقابله ذنب ما لم يغفر ذلك الذنب لا يرفع عنه العذاب الذي في مقابلته، وإذا لم يغفر الشرك صدق أن لا تنفعه شفاعة الشافعين، والشافعين جمع محلى باللام فيفيد العموم لجميع الشافعين فتدخل شفاعته ÷، فإنها لا تنفع الكافرين، كما لا تنفعهم شفاعة غيره، وأبو طالب قد نفعته شفاعة النبي ÷ فخفف عنه العذاب وأخرج من غمرات النار إلى ضحضاح النار⁣(⁣٢) بشفاعة النبي ÷، فوجب أن يكون من أهل الكبائر ما عدا الكفر، ووجب أن يخرج من النار لأنه صار من عصاة الأمة الذين هم في الطبقة العليا، وكل من كان كذلك يخرج ويدخل الجنة، وهذا معنى قوله ÷: «أرجو له من


(١) فمن صحح هذا الحديث فهو ملزم بأن يقول بنجاة أبي طالب ¥ وإلا اعتقد بالمتناقضات.

(٢) أي مؤقت حتى تنتهي مدة عذابه ثم يخرج من النار، هذا يلزم به من يقول بصحة تلك الأحاديث الجائية فيه، وهي آحاد معارضة بالقرآن والواقع عندنا.