[عرض أدلة القائلين بعدم إيمانه و تفنيدها للعلامة البرزنجي]
  ربي كل خير»(١) وهذا الحديث أخرجه ابن سعد، وابن عساكر عن ابن عباس ® أنه سأل رسول الله ÷: ما ترجو لأبي طالب؟ قال: «كل الخير أرجو من ربي»(٢).
  ولا يرجى كل الخير إلا لمؤمن، ولا يجوز أنه يراد بهذا ما حصل من تخفيف العذاب فإنه ليس خيراً، فضلاً عن أن يكون كل الخير، وإنما هو تخفيف لشر، وبعض الشر أهون من بعض، والخير كل الخير دخول الجنة.
  وأخرج تمام الرازي في فوائده بسند يعتد به في المناقب، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله ÷: «إذا كان يوم القيامة شفعت لأبي وأمي وعمي أبي طالب وأخ لي كان في الجاهلية»(٣).
(١) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى (١/ ١٢٥ - ١٢٦) من طريق عفان عن حماد عن ثابت عن إسحاق بن عبدالله بن الحارث بن نوفل عن العباس ورجاله رجال الصحيح، وحماد بن سلمة كلامنا فيه معروف وهو يعكر على رواية البخاري (٣٨٨٣) من طريق عبد الله بن الحارث عن العباس قال للنبي ÷: ما أغنيت عن عمك؟ فإنه كان يحوطك ويغضب لك؟ قال: «هو في ضحضاح من نار ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار».
فهذه الرواية الثانية مردودة عندنا لمعارضتها القرآن ولأن الأيدي الأثيمة متلاعبة بها كما ترى من اختلاف الروايات إلى غير ذلك مما سنذكره في مقدمة هذا الكتاب إن شاء الله تعالى.
(٢) تقدم تخريجه في التعليق السابق فانظره، والحديث عن العباس وليس ابن عباس.
(٣) في الإصابة (٧/ ٢٤٣) أن تمام رواه ثم قال: منكر.