أسنى المطالب في نجاة أبي طالب،

أحمد بن زيني دحلان (المتوفى: 1304 هـ)

[عرض أدلة القائلين بعدم إيمانه و تفنيدها للعلامة البرزنجي]

صفحة 76 - الجزء 1

  أورده المحب الطبري في كتابه «ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى» وأخرجه أبو نُعَيم، وصرَّح بأن الأخ كان من الرَّضاع.

  قال البرزنجي: إن النار اسم للطبقات كلها، وقد أخبر ÷ أن أبا طالب أخف أهل النار عذاباً على الاطلاق وبين وجه ذلك: بأن النار لا تمس إلا تحت قدميه، فلا يجوز أن يكون كافراً، لأن في المؤمنين من صح الإخبار عنهم في ذنب واحد من الغلول، أو العقوق، أو تعذيب الهرة، أو التبختر بعذاب أكبر من هذا.

  فقد جاء فيمن غَلَّ من الغنيمة شملة صغيرة: أنها تلتهب عليه ناراً⁣(⁣١). وفيمن غل بردة من صوف: أنه جعل له درع مثلها من نار. وأن من جاء بريئاً من الغلول دخل الجنة. وجاء أن عقوق الوالدين من أكبر الكبائر. وذكر في بعض الأحاديث بعد الشرك بالله، وفي القرآن: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}⁣[النساء: ٣٦].

  وصح: «ثلاثة لا ينفع معُهن عمل: الشرك وعقوق الوالدين والفرار من الزحف»⁣(⁣٢). وصح أيضاً: «لا ينظر الله يوم القيامة لعاق والديه»⁣(⁣٣).


(١) رواه البخاري (٤٢٣٤) ومسلم (١١٥).

(٢) رواه الطبراني في الكبير (٢/ ٩٥) والديلمي في الفردوس (٢/ ٩٦) وقال الحافظ الهيثمي في «مجمع الزوائد» (١/ ١٠٤): (رواه الطبراني في الكبير وفيه يزيد بن ربيعة ضعيف جدا». قلت: حديثه واهٍ.

(٣) واه أو موضوع. أخرجه الحاكم في المستدرك (٤/ ١٤٧) والبيهقي في السنن الكبرى =