أسنى المطالب في نجاة أبي طالب،

أحمد بن زيني دحلان (المتوفى: 1304 هـ)

[عرض أدلة القائلين بعدم إيمانه و تفنيدها للعلامة البرزنجي]

صفحة 77 - الجزء 1

  وصحت أحاديث كثيرة في شدة عذاب العاق لوالديه، وأنه آخر من يخرج من النار من العصاة.

  وصح: «دخلت امرأة النار في هرة»⁣(⁣١)، أي بسبب حبسها هرة.

  وصحت أحاديث كثيرة في النهي عن التبختر وشدة العذاب لمن تبختر⁣(⁣٢) , ولو كان أبو طالب كافراً، لكان عذاب الكفر دون عذاب الكبائر، مع أن عذاب الكفر فوق عذاب الكبائر قطعاً، وهذا لا شك فيه، فان الكفر أكبر الكبائر، ولا يغفر بخلاف بقية الكبائر، ولو وجد مؤمن عاص أخف عذاباً من أبي طالب لزم الخلف في قول الصادق ÷ حيث جعل


= (٨/ ٢٨٨) ولفظه: «ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة عاق والديه، ومدمن الخمر، ومنان بما أعطى».

قلت: فيه إسماعيل بن أبي أويس وهو ضعيف ورماه بعضهم بالكذب وهو راوي الحديث «كتاب الله وسنتي» المخرج في آخر صحيح صفة صلاة النبي ÷ الموضوع «كما فارجع إليه إن أردت التوسع.

(١) رواه البخاري (٣٣١٨) من حديث ابن عمر ونبه على رواية أبي هريرة، ومسلم من حديث أبي هريرة (٢٦١٩)، قلت: أنكرت السيدة عائشة على أبي هريرة روايته لهذا الحديث بهذا السياق!

فقد روى أبو داود الطيالسي في مسنده ص (١٩٩) وأحمد (٢/ ٥١٩) بسند صحيح عن - علقمة عن السيدة عائشة قالت لأبي هريرة:

أتدري ما كانت المرأة؟! قال: لا، قالت: إ المرأة مع ما فعلت كانت كافرة، إن المؤمن أكرم على الله من أن يعذبه في هرة، فإذا حدثت عن رسول الله ÷ فانظر كيف تحدث.

قال الهيثمي في «مجمع الزوائد» (١/ ١١٦): «رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح».

(٢) رواه مسلم (٢٠٨٨) وغيره من حديث أبي هريرة.