[عرض أدلة القائلين بعدم إيمانه و تفنيدها للعلامة البرزنجي]
  أخف أهل النار عذاباً على الاطلاق، فوجب أن يكون عذابه كعذاب عصاة المؤمنين، بل يكون أخف العصاة عذاباً.
  وهذا العذاب في مقابلة كبيرة هي ترك النطق بالشهادة إن قلنا أنه لم ينطق بها، وإن تَرْكَ النطق بها معصية من كبائر المعاصي، وإن عذره في ترك النطق بها لا يمنع من صحة الإيمان، لكنه لا ينفي كون ذلك الترك معصية أو نطق بها ولم يسمعها النبي ÷، فلم يعتد بها فكأنه ما نطق بها.
  وذلك أن النبي ÷ حضر أبا طالب عند الموت وعنده أبو جهل وعبد الله ابن أبي أمية المخزومي، فقال له النبي ÷: «أي عم، قل لا إله إلا الله، كلمة أحاجّ لك بها عند الله» فقال له أبو جهل وعبد الله بن أمية: يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب فلم يزالا يردانه حتى قال أبو طالب: آخر ما كلمهم: هو على ملة عبد المطلب، وأبى أن يقول لا إله إلا الله(١).
  وفي رواية: فلما رأى أبو طالب حرص رسول الله ÷ على إيمانه قال: يا ابن أخي، لولا مخافة قريش أني إنما قلتها جزعاً من الموت لقلتها(٢).
(١) حديث شاذ مردود عندنا. رواه البخاري (١٣٦٠) ومسلم (٢٤) من رواية ابن المسيب عن أبيه.
(٢) رواه مسلم في الصحيح (٢٥).