قبسات من سيرة الإمام المؤيد بالله # مؤلف الأمالي
  تفرجه الكتاب بين السطور وشعوراً بحرمة أموال المسلمين وتورعاً عنها، وأي حاكم مثله، يحمل بعض المقشر إلى داره لصرفه في مصالح المسلمين فتلتقط منه بعض الدجاج التي يقتنيها لأكله خامة بعض حبات، فيصرفها إلى بيت مال المسلمين بما أكلت؟ وأي حاكم يشكو إليه ابنه ضيق ذات اليد، وقلة نصيبه من بيت المال، ويستأذنه بالانصراف عنه، فيتوسل أصدقاء الأب أن يطلق لولده بعض مايكفيه كونه الفارس الذي لا يستغنى عنه، فلايقبل توسلهم بل يقولها في صلابة: إني أدر عليه نصيبه ولا يمكن الزيادة عليه فإن الله سبحانه أمر بالتسوية بين الأولاد والأجانب.؟ وأين هذا الإبن المسكين من أولاد الحكام والقادة اليوم؟.
  - كان لايجيز لنفسه أن يحمل مظلته على بغل لبيت المال إلا بمقابله من الكراء. يحكى أنه كان يسير في طريق «كلار» فطلب مظلة له من صاحبه بندار فقال: هو على بغل لبيت المال. فأنكر عليه وقال #: متى عهدتني أستجيز حمل ملبوسي على دواب بيت المال؟ وأمر بإخراجه وتوفير الكراء من ماله.
  لاوجه للمقارنة بين من هذا شأنه وتلك سيرته المستمدة من جده إمام المتقين، وجده لأمه ختام المرسلين، وبين غيره من الحكام العابثين المستهترين السابقين والمعاصرين.
  - كان يجالس الفقراء وأهل المسكنة، ويكاثر أهل الستر والعفة ويميل إليهم، ويكثر من ذكر الصالحين تأسياً بهم، ويبعد في طلب أهل الزهد والصلاح طالباً قربهم وخاطباً ودهم، بلغه عن رجل من أهل الصلاح في بعض قرى «ديلمان» فمضى لزيارته في جماعة من أصحابه فلقيه الرجل خارج موضعه وكان لا فراش له إلا ما نسجه من أغصان الشجر، ولا يتوسد إلا آجرتين عملهما فقال: مالنا فراش ولامكان تجلسون فيه. فقال (ع): لو كان لك فراش أو حالة لها زرناك، فالملوك كثيرون، وأهل الحالات فلسنا نزورهم ولا نراهم أهلا لذلك. لله المؤيد بالله من ورع متقشف زاهد.