الحز والقص لما تدعيه الإمامية من النص،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

أما الموضع الأول: تعارض الإمامية في الاستدلال

صفحة 16 - الجزء 1

  فمنهم من زعم أنه أوصى إلى ولده إسماعيل.

  ومنهم من زعم أنه أوصى إلى ابنه عبد الله، وعبد الله أوصى إلى موسى.

  ومنهم من جعل الإمامة في ابنه موسى بن جعفر الكاظم.

  ومنهم من جعل الإمامة في ابنه محمد بن جعفر، إلى غير ذلك من الاختلاف الذي وقع بين الإمامية في تعيين الأئمة، فلا يوجد إمام من أئمتهم الذين يدعون النص عليهم إلا وقد اختلف شيعته وأتباعه في تعيين الإمام والخليفة بعده اختلافاً ظاهراً مشهوراً، لا مجال إلى إنكاره وإبطاله، كيف والإمامية أنفسهم هم الذين يروون ذلك، وإليك بعض نصوصهم:

  قال النوبختي في فرق الشيعة صـ ٧٩: ثم إن جماعة من المؤتمين بموسى بن جعفر لم يختلفوا في أمره بل ثبتوا على إمامته إلى حبسه في المرة الثانية، ثم اختلفوا في أمره فشكوا في إمامته عند حبسه في المرة الثانية التي مات فيها في حبس الرشيد، فصاروا خمس فرق:

  فرقة زعمت أنه مات وأن الإمام بعده علي بن موسى وهم القطعية.

  وفرقة قالت: إن موسى بن جعفر حي لم يمت ولا يموت حتى يملك شرق الأرض وغربها، ورووا عن أبيه جعفر الصادق أنه قال: (هو القائم المهدي فإن يدهده عليكم من جبل فلا تصدقوا فإنه القائم).

  وفرقة قالت: إنه مات ولا تكون الإمامة لغيره حتى يرجع فيقوم ويظهر، وزعموا أنه قد رجع وأنه مختف.

  وفرقة قالت: إنه مات ولم يرجع ولن يرجع إلا في وقت قيامه.

  وفرقة قالت: بل رفعه الله إليه. انتهى كلامه، إلى غير ذلك من الاختلافات.