البحث الثالث النص في نظرية الإمامية
  ومحمد بن معاوية بن حكيم والحسن بن أيوب بن نوح وجماعة غيرهم، قالوا: اجتمعنا إلى أبي محمد الحسن بن علي # نسأله عن الحجة من بعده وفي مجلسه أربعون رجلاً ...... الخ.
  فهذه الأسئلة التي ذكرناها وطوينا ذكر الكثير منها خشية التطويل ورواها علماء الإمامية في مؤلفاتهم بل وفي المعتمد من الكتب لديهم تدل على أن النص الذي تدعيه الإمامية غير معتبر عندهم، وغير متواتر إذ لو كان متواتراً ومعتبراً عندهم لما احتاجوا إلى الأسئلة بل بمجرد موت الإمام الأول يخلفه الذي يكون بعده.
  فإن قالوا: إنما هذه الأسئلة على سبيل التأكيد.
  قلنا: فما بال الأئمة لم ينبهوا السائلين على النص الذي هو موضع الحجة، بل ولم يشيروا لهم أي إشارة إلى أن هناك نصاً على أحد.
  وهي تدل على أن الإمامية إنما تثبت إمامة الإمام بنص الذي قبله عليه، وأي حجة في نص رجل على آخر؟، ليست الحجة إلا في كلام الله تعالى وكلام رسوله ÷.
  وأين التواتر المدعى الذي من حقه أن يستغنى به عما سواه من الأدلة؟ أم أن هذا دليل على أن الإمامية أنفسهم لا يعرفون هذا النص ولا يعتبرونه وليس بمشهور عندهم ولا متداول بين أوساطهم.
  فإن قالوا: قول الإمام عندنا حجة.
  قلنا: ومن أين ثبتت حجيته، وحجيته لا تثبت إلا بعد ثبوت إمامته عندكم، ونحن ننازعكم في إمامته.