البحث الثالث النص في نظرية الإمامية
  من اعتقادهم ومذهبهم لذلك وجب سقوط أخبارهم.
  وقد حكي عن كثير من العلماء أنهم أجازوا قبول شهادة أهل الأهواء إلا الخطابية لما اشتهر عنهم أنهم يستجيزون أن يشهد بعضهم لبعض ثقة لقول المشهود له إذا كان من إخوانهم، فصارت هذه الشبهة مسقطة لشهادتهم عند العلماء، فكذلك عندنا أخبار الإمامية يجب سقوطها للتهمة التي ذكرناها) انتهى كلام المؤيد بالله # وهو الخبير بمذهبهم، والمطلع على تناقضاتهم وفساد أقوالهم، فقد كان # في بادئ الأمر قد يتوافق مع بعض آرائهم، فلما رأى تناقضاتهم واختلافاتهم فيما يروونها، خرج من ذلك المذهب المليء بالتناقضات، إلى مذهب الزيدية المحكم الأمراس، الثابت الأساس، وقد ذكر خروج المؤيد بالله # من مذهب الإمامية بسبب اختلافاتهم، وتناقض رواياتهم، الشيخ الطوسي في كتاب «التهذيب».
  وقال الإمام الناطق بالحق أبو طالب يحيى بن الحسين الهاروني # في كتاب الدعامة في الإمامة (صـ ١٥٦):
  وأي عاقل تطيب نفسه بقبول ما ينفردون بروايته، مع اشتهار نقلتهم برواية التشبيه المحض، والقول بالجسم والصورة، وصريح الإجبار والتناسخ والغلو، مع أن أكثرهم مجاهيل لا يعرفون، حتى كان بعض علماء أهل البيت $ يقول: (إن كثيراً من أسانيدهم مبنية على أسامي لا مسميين لها من الرجال)، وقد عرفت من رواتهم المكثرين من كان يستحل وضع الأسانيد للأخبار المنقطعة