شيء من كلامه يبين هدف قيامه ودعوته
  عنهم ما حل بهم من الفتن، وليكون عوناً لهم على رفع الظلم عنهم، ودفع الفساد المحيط بهم.
  فقد تجشم في طريقه أهاويل السفر، ومخاوف الطريق، ووعورة السير، وتحمل أعباء المشقة في قطع المسافة من المدينة المنورة إلى اليمن.
  كما قال #: والله الذي لا إله إلا هو، وحقِّ محمدٍ ما طلبت هذا الأمر، وما خرجت اختياراً، ولا خرجتُ إلا اضطراراً لقيام الحجة عليَّ، ولوددت أنه كان لي سعةٌ في الجلوس، وكيف لي بأن يسعني الجلوس عن هذا الأمر الذي أنا مزموم فيه بزمام.
  وقال في كلام آخر: والله والله لو علمت أحداً في هذا العصر أقومَ بهذا الأمر مني، أو عرفته من أهل البيت يقوم بأفضل مما أقوم به لاتبعته جداً حيث كان، وأقاتل بين يديه، ولكني لا أعلمه.
  الإمام الهادي # كان همُّه الأول والأخير هو إصلاحَ الأمة، ونشر الفضيلة، ودفع الرذيلة، وتطبيق أحكام الكتاب والسنة، وإقامة الحدود، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
  فلقد كان كثير الحزن والأسى على هذه الأمة التي ضلت الطريق، وتنكبت الحق، واتبعت الباطل، فكان يقسم بالله تعالى ويقول: واللهِ لوددت أن الله أصلح الإسلام بي، وأن يدي ملصقة بالثريا ثم أهوي إلى الأرض فلا أصل إلا قطعاً.