شيء من كلامه يبين هدف قيامه ودعوته
  بعضاً، ويُغيرُ بعضُهم على بعض، وقد عجز الناس عن إصلاحها حتى إن بني يعفر وهم من ملوك اليمن كانوا قد أرسلوا قائداً وجيشاً كبيراً لإصلاح ما بين القبيلتين، فلم يتمكنوا من ذلك، بل اقتتل القوم وهم ينظرون، لم يستطيعوا فعل شيء بينهم، فلما وصل الإمام الهادي # إليهم خرجوا إليه بأجمعهم، وسلموا عليه، فرد $، وأمرهم أن يسلم بعضهم على بعض، ثم دعاهم الهادي # إلى الهدى، وذكَّرهم بأيام الله وزجرهم عمَّا كانوا عليه، ونهاهم عن الفتنة والمعصية، ووعظهم بأبلغ المواعظ، وأحسن الخطاب، فلما سمعوا كلامه بكوا جميعاً، فسارعوا إلى قبول قوله، وبايعوه على كتاب الله وسنة نبيه ÷ وإحياء معالم الدين، ومجاهدة الظالمين، ومباينة الفاسقين، واختلط بعضهم ببعض، واستحلفهم على ترك العداوة والفتنة، وصاروا ببركته بعد الفرقة والعداوة المفرطة إخواناً متحابين، وتداعت إليه قبائل اليمن فبايعه أكثرهم، وفاء إلى طاعته جمهورهم، وأنزل الله تعالى عليهم السماء مدراراً، فأخصبت بلادُهم، وصَلَحَت ثمارُهم ودوابُّهم، ورخصت أسعارُهم، وأمنت طرُقُهم.
شيء من كلامه يبين هدف قيامه ودعوته
  لم يكن الإمام الهادي إلى الحق # حين خرج إلى اليمن طامعاً في ملكٍ أو رئاسة أو مال، وإنما خرج حين استدعاه أهل اليمن ليكشف