لا يغترّ طالب العلم أنه إذا قد قرأ وتوفّق وحصَّل، وجاء معه ذكاء وإلا معه حفظ، وإلا معه نباهة، فأهم من ذلك الإخلاص لله تعالى، الإخلاص هو سرّ قبول الأعمال من الله، وهو سرّ البركة من الله كذلك في الأعمال، وهو سر التوفيق من الله مهما قلّ العمل أو كثر، لكن إذا الإنسان بيعمل أي عمل وما هدفه رضوان الله سبحانه وتعالى، وكان هدفه سمعة أو رياء - والعياذ بالله - أو غير ذلك من الأهداف الدنيوية، يريد أن يحصل على مكانة، أو يريد أن يقول الناس فيه: ما شاء الله، أو أنه عالم ومتدين، أو أنه فاهم، أو صاحب خير، أو مهما كان، أي عمل نراقب الله سبحانه وتعالى، الناس ما هم نافعين لنا، ولا هم ضارين لنا مهما مدحوك الناس، الله يعلم السرّ وأخفى، الله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، هو عالم بنا، عالم بسرائرنا، فلا بدّ من التحلي بالإخلاص في كل أعمالنا، حتى لو غالطنا بعضنا البعض، إن هذا ما شاء الله العظيم متدين، وإن هذا بصير في المواعظ، الله سبحانه وتعالى أعلم بك وأنت باتلقاه وتلقى عملك، فلا بد من استحضار واستشعار الإخلاص لله سبحانه وتعالى.