مصباح العلوم في معرفة الحي القيوم،

أحمد بن الحسن الرصاص (المتوفى: 621 هـ)

المسألة الخامسة: أن شفاعة النبي ÷ يوم القيامة ثابتة قاطعة

صفحة 62 - الجزء 1


= وقال الإمام زيد بن علي @ من كلام له: وَسَلْهم عن رجل ركب فرسه وتقلد سيفه ثم ذهب فقطع الطريق على المسلمين فقتل المؤمنين وأخذ أموالهم، وأخذ الربا، وشرب الخمر، وقذف المحصنة، وترك الصلاة، فإذا قيل له: أرأيتك هذا الذي تعمل حلالًا هو أم حرامًا؟ فيقول: لا؛ بل حرام من الله تعالى. فسلهم: أهو ممن يشفع له محمد ÷ والملائكة؟ فإن قالوا: لا ندري! شكُّوا فيما أنزل الله تبارك وتعالى، وإن قالوا: نعم، كذبوا على الله تعالى؛ لأن الله تبارك وتعالى يقول في كتابه: {وَلَا يَشۡفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ٱرۡتَضَىٰ وَهُم مِّنۡ خَشۡيَتِهِۦ مُشۡفِقُونَ ٢٨}⁣[الأنبياء]. [مجموع كتب الإمام زيد ص ١٦٨].

وقال الإمام محمد بن القاسم بن إبراهيم الرسي #: ولو كانت الشفاعة لمن مات مصرًا على كبيرة لبطل قوله سبحانه: {فَمَن يَعۡمَلۡ مِثۡقَالَ ذَرَّةٍ خَيۡرٗا يَرَهُۥ ٧ وَمَن يَعۡمَلۡ مِثۡقَالَ ذَرَّةٖ شَرّٗا يَرَهُۥ ٨}⁣[الزلزلة]، فتعلم أن الشفاعة إنما هي للتائبين الراجعين النادمين. [مجموع الإمام محمد بن القاسم ص ٨٨].

وقال الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين # من كلام له: لا أنَّ أحدًا من الأنبياء والمرسلين، ولا الملائكة المقربين À يشفع لأحد من أهل الوعيد حاش لله أن يكونوا كذلك أو يفعلوا شيئًا من ذلك. [تفسير الإمام الهادي ص ٣٧١].

وقال # في تفسير قوله الله تعالى: {وَلَا شَفِيعٖ يُطَاعُ ١٨}⁣[غافر]: يقول: ليس في ذلك للظالمين شفيع يجيب الله دعوته ولا يجيز في الظالمين شفاعته ... إلخ. [تفسير الإمام الهادي ص ٩].