المسألة التاسعة: أن هذا القرآن محدث غير قديم
المسألة التاسعة: أن هذا القرآن محدث غير قديم
  والدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ أَنَّهُ مُرَتَّبٌ مَنْظُومٌ، يُوجَدُ بَعْضُهُ إِثْرِ بَعْضٍ، وَذَلِكَ مَعْلُومٌ ضَرُورَةً؛ فَإِنَّ قَوْلَهُ تَعَالَى: {ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ٢}[الفاتحة]، حُرُوفٌ قَدْ تَقَدَّمَ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ؛ ومَا تَقَدَّمَهُ غَيْرُهُ وَجَبَ أَنْ يَكُونَ مُحْدَثًا; لأَنَّ القَدِيمَ لَا يَجُوزُ أَنْ يَتَقَدَّمَ عَلَيْهِ غَيْرَهُ، وَيَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُ اللهِ تَعَالَى: {مَا يَأۡتِيهِم مِّن ذِكۡرٖ مِّن رَّبِّهِم مُّحۡدَثٍ إِلَّا ٱسۡتَمَعُوهُ وَهُمۡ يَلۡعَبُونَ ٢}[الأنبياء]، فَوَصَفَ اللهُ تَعَالَى الذِّكْرَ وَهُوَ القُرْآنُ بِأَنَّهُ مُحْدَثٌ، وَإِذَا ثَبَتَ أَنَّهُ مُحْدَثٌ فَلَا شَكَّ أَنَّ اللهَ تَعَالَى هُوَ الَّذِي أَحْدَثَهُ; لأَنَّهُ كَلَامُهُ، وَالكَلَامُ فِعْلُ الْمُتَكَلِّمِ؛ فَثَبَتَ بِهَذِهِ الْجُمْلَةِ أَنَّ القُرْآنَ غَيْرُ قَدِيمٍ(١).
(١) قال رسول الله ÷: «ما خلق الله من سماء ولا أرض أعظم من آية الكرسي، وما خلق الله شيئًا أحب إليه من سورة الإخلاص». [رواه الإمام أحمد بن سليمان # في حقائق المعرفة ص ١٧٧].
وقال أمير المؤمنين علي #: (وإنما كلامه فعلٌ منه أنشأه ولم يكن قبل كائنًا، ولو كان قديمًا لكان إلهًا ثانيًا).
وقال الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي # من كلام له: ومعنى كلامه جل ثناءه لموسى ~ عند أهل الإيمان والعلم: أنه أنشأ كلامًا خَلَقَه كما شاء فسمعه موسى ~ وفهمه، وكل مسموع من الله جل ثناءه فهو مخلوق؛ لأنه غير الخالق له ... إلى قوله: وكذلك قرآن الله وكتب الله كلها ... إلى قوله: فكل محدث من الله جل ثناءه فمخلوق؛ لأنه لم يكن =