مصباح العلوم في معرفة الحي القيوم،

أحمد بن الحسن الرصاص (المتوفى: 621 هـ)

المسألة الخامسة: أن الله تعالى سميع بصير

صفحة 19 - الجزء 1

المسألة الخامسة: أن الله تعالى سميع بصير

  وَحَقِيقَةُ السَّمِيعُ الْبَصِيرِ: هُوَ مَنْ يَصِحُّ أَنْ يُدْرِكَ الْمَسْمُوعَ والْمُبْصَرَ.

  وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنَّ اللهَ تَعَالَى سَمِيعٌ بَصِيرٌ أَنَّهُ حَيٌّ عَلَى مَا تَقَدَّمَ بَيَانُهُ، وَالَّذِي يَدُلُّ عَلِيهِ عَلَى أَنَّهُ حَيٌّ لَا آفَةَ بِهِ أَنَّ الآفاتِ هِيَ فَسَادُ الآلَاتِ، وَذَلِكَ لَا يَجُوزُ إِلَّا عَلَى مَنْ كَانَ جِسْمًا، وَاللهُ تَعَالَى لَيْسَ بِجِسْمٍ عَلَى مَا يَأتِي بَيَانُهُ; فَثَبَتَ أنَّ اللهَ تَعَالَى حَيٌّ لَا آفَةَ بِهِ، وَإِذَا ثَبَتَ أنَّهُ حَيٌّ لَا آفَةَ بِهِ وَجَبَ أَنْ يَكُونَ سَمِيعًا بَصِيرًا، أَلَا تَرَى أَنَّ الوَاحِدَ مِنَّا إِذَا كَانَ حَيًّا لَا آفَةَ بِهِ تَمْنَعُهُ إِدْرَاكِ الْمَسْمُوعَاتِ وَالْمُبْصَرَاتِ فإِنَّا نَصِفُهُ بأنَّهُ سَمِيعٌ بَصِيرٌ؛ فَثَبَتَ أنَّ اللهَ تَعَالَى سَمِيعٌ بَصِيرٌ⁣(⁣١).


(١) قال أمير المؤمنين علي # في بعض خطبه: (السميع لا بأداة، والبصير لا بتفريق آلة، والشاهد لا بمماسة). [نهج البلاغة ص ٤٠/ ٣]. وقوله #: (عينه المشاهدة لخلقه ومشاهدته لخلقه ألَّا امتناع منه سمعه الاتقان لبريته). [مجموع السيد حميدان ص ٢٦٨].

وقول الإمام زين العابدين #: سميع لا بآلة، بصير لا بأداة. [مجموع السيد حميدان ص ٢٦٨].

قال الإمام القاسم بن إبراهيم #: (وأما قوله: «سميع بصير» فمعنى ذلك: أنه لا تخفى عليه الأصوات ولا اللهوات، ولا غيرها من الأعيان أينما كانت وحيث كانت في ظلمات الأرض والبر والبحر، ليس يعني أنه =