المسألة الثالثة: أن الله تعالى لا يثيب أحدا إلا بعلمه، ولا يعاقبه إلا بذنبه
المسألة الثالثة: أن الله تعالى لا يثيب أحدًا إلا بعلمه، ولا يعاقبه إلا بذنبه
  وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ أَنَّ الْمُجَازَاةَ بِالثَّوَابِ لِمَنْ لَا يَسْتَحِقُّهُ يَكُونُ قَبِيحًا مِنْ حَيْثُ إِنَّهُ يَكُونُ لِمَنْ لَا يَسْتَحِقُّ التَّعْظِيمَ قَبِيحٌ عِنْدَ كُلِّ عَاقِلٍ، وَكَذَلِكَ فَإِنَّ الْمُجَازَاةِ بِالْعِقَابِ لِمَنْ لَا يَسْتَحِقُّهُ يَكُونُ قَبِيحًا مِنْ حيثُ إِنَّهُ يَكُونُ ظُلْمًا؛ وَلَا شَكَّ أَنَّ الْظُلْمَ قَبِيحٌ، وَقَدْ ثَبَتَ أَنَّ اللهَ تَعَالَى لَا يَفْعَلُ القَبِيحَ؛ فَثَبَتَ أَنَّ اللهَ تَعَالَى لَا يُثِيبُ أَحَدًا إِلَّا بِعَمَلِهِ، وَلَا يُعَذِّبَهُ إِلَّا بِذَنْبِهِ، وَقَدْ قَالَ اللهُ تَعَالَى: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٞ وِزۡرَ أُخۡرَىٰۚ}[الأنعام: ١٦٤]، {وَأَن لَّيۡسَ لِلۡإِنسَٰنِ إِلَّا مَا سَعَىٰ ٣٩}[النجم](١).
(١) قال أمير المؤمنين علي #: (إن الله سبحانه وضع الثواب على طاعته، والعقاب على معصيته، ذيادةً لعباده عن نقمته، وحياشةً لهم إلى جنته). [نهج البلاغة ص ٨٦/ ٤].
وقال #: (إن من عزائم الله في الذكر الحكيم، التي عليها يثيب ويعاقب ولها يرضى ويسخط) ... إلى قوله: (مِنها: أن يشرك بالله فيما افترض عليه من عبادته، أو يشفي غيضه بهلاك نفس ... إلخ). [نهج البلاغة ص ٤٢/ ٣].
ومن كلامه #: (وذلك يوم يجمع الله فيه الأولين والآخرين لنقاش الحساب وجزاء الأعمال). [نهج البلاغة ص ١٩٦/ ١].
ومن كلامه #: (حتى إذا كشف لهم عن جزاء معصيتهم ... إلى قوله: فلم =