متممة الآجرومية،

محمد بن محمد الرعيني (المتوفى: 954 هـ)

[الاسم الموصول]

صفحة 28 - الجزء 1

  وَأَمَّا «أل» فَإِنَّهَا تَكُونُ اسْمًا مَوْصًولًا إِذَا دَخَلَتْ عَلَى اسْمِ الْفَاعِلِ أَوْ اسْمِ الْمَفْعُولِ، كـ «الضَّارِبِ» وَ «الْمَضْرُوب»، أَي: الَّذِي ضَرَبَ وَاَلَّذِي ضُرِبَ، وَنَحْوه: {إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ}⁣[الحديد ١٨]، وَقَوْله تَعَالَى: {وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ ٥ وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ ٦}⁣[الطور].

  وَأَمَّا «ذُو» فَخَاصَّةٌ بِلُغَةِ طيِّءٍ، تَقُولُ: «جَاءَنِي ذُوْ قَامَ»، وَ «ذُوْ قَامَتْ»، وَ «ذُوْ قَامَا» وَ «ذُوْ قَامَتَا» وَ «ذُوْ قَامُوا» وَ «ذُوْ قُمْنَ».

  وَأَمَّا «ذَا» فَشَرْطُ كَوْنِهَا مَوْصُولًا: أَنْ يَتَقَدَّمَ عَلَيْهَا «مَا» الِاسْتِفْهَامِيَّةُ، نَحْو: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ}⁣[البقرة ٢١٥]، أَو «مَن» الِاسْتِفْهَامِيَّةُ، نَحْو: «مَنْ ذَا جَاءَك؟». وَألَّا تَكُونَ «ذَا» مُلْغَاةً؛ بِأَنْ يُقَدَّرَ تَرْكِيبُهَا مَعَ «مَا»، نَحْو: «مَاذَا صَنَعْتَ؟» إِذَا قُدِّرَتْ «مَاذَا» اسْمًا وَاحِدًا مُرَكَّبًا.

  وَتَفْتَقِرُ الْمَوْصُولَاتُ كُلُّهَا إِلَى صِلَةٍ مُتَأَخِّرَةٍ عَنْهَا وَعَائِدٍ. وَالصِّلَةُ: جُمْلَةٌ أَوْ شِبْهُهَا.

  فَالْجُمْلَةُ: مَا تَرَكَّبَ مِنْ فِعْلٍ وفاعِلٍ، نَحْو: «جَاءَ الَّذِي قَامَ أَبُوهُ»، وَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ}⁣[الزمر ٧٤]، أَوْ مِنْ مُبْتَدَإٍ وَخَبَرٍ، نَحْو: «جَاءَ الَّذِي أَبُوهُ قَائِمٌ»، وَقَوْلِهِ تَعَالَى: {الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ ٣}⁣[النبأ].

  وَشِبْهُ الْجُمْلَةِ ثَلاَثَةُ أَشْيَاءَ: أَحَدُهَا: الظَّرْفُ، نَحْو: «جَاءَنِي الَّذِي عِنْدَكَ»، وَقَوْلِهِ تَعَالَى: {مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ}⁣[النحل ٩٦].